خرجة مثيرة وخطيرة وغير مسبوقة تلك التي قام بها هذا المساء الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وزير السكنى في حكومة عبد الاله ابن كيران. فطيلة العامين اللذين مرا من عمر الحكومة الحالية، لم يسبق لهذا المكون اليساري داخلها ان تحدث بمثل اللغة التي استعملها بنعبد الله المحيلة بشكل مباشر على ضغوط قال ان حزبه يتعرض لها بقوة بسبب تحالفه مع حزب العدالة والتنمية. بنعبد الله تحدث في لقاء نظمه المعهد العالي للإدارة حول الحكامة داخل الأحزاب السياسية، كما لو يخاطب جهة معينة، بلغة يملؤها الاستياء من ضغوط قال أنها وصلت إلى حد القول أنه أصبح "خوانجي"، وإن نوابا برلمانيين من حزبه يتلقون اتصالات تستفسرهم عن سبب حضورهم لقاءات مع منتمين إلى حزب العدالة والتنمية وتقول لهم "فكرو فريوسكوم، شوفو مصلحتكم". الجهة التي بدا بنعبد الله كما لو يخاطبها، قال إنها تعود بقوة بعد التحولات التي عرفها المغرب في السنتين الماضيتين، لتقول إن الضربة قد مرت والدستور أنهى مشكلة وقعت في 2011 وأن على الجميع أن يعود ليتكتل ضد حزب المصباح. ضغوط استنكرها بنعبد الله بشدة وردد مرارا انه لن يخضع لها "مهما كلف ذلك من ثمن"، مستغربا أن يتم الحديث عن وجود عدو داخلي يجب مواجهته، في إشارة إلى حزب المصباح. محمد نبيل بنعبد الله تحدث بمرارة عن قوى تستهدف بقوة نزع المصداقية واستقلالية القرار من الأحزاب السياسية، مشيرا عدة مرات إلى الأزمات التي تعصف بالمشهد السياسي وخروج حزب الاستقلال من الحكومة ودخول التجمع الوطني للأحرار إليها. وزير الاسكان تحدث صراحة ودون اللجوء إلى لغة الإشارات والرسائل غير المباشرة التي يتقنها، عن قوى تعمل على إحياء سيناريو ما قبل الربيع العربي وفرض الاستبداد والسيطرة على القرار السياسي، وزاد في التوضيح حين نظر إلى جدران مدرج المدرسة الوطنية للإدارة التي احتضنت بنعبد الله هذا المساء، قال كما لو يتحدث إلى متصنتين وقال: "ما تشريوهاليش عاوتاني"، ليؤكد بتوتر أن حزبه لم يكن يوما انقلابيا ولا حاول الإطاحة بالنظام الملكي وأنه من أكثر المؤمنين والمتعلقين بالملكية التي قال إن حزبه يريدها ديمقراطية ودستورية واجتماعية كما يقول الدستور. استياء بنعبد الله وصل به إلى التحذير من أن ضرب مصداقية الأحزاب وإظهار الوزراء كما لو كانوا لا يقدمون ولا يؤخرون، سينتهي بخروج الشعب إلى الشارع، وحينها، يقول بنعبد الله، "ويلا خرج ما غايبقا يعرف تا شي حاجة وقد نسقط في الحرب الأهلية مثل سوريا أو ستفكك دواليب الدولة مثل ليبيا".