هاجمت عصابة إجرامية، خلال الأسبوع الماضي، رجلا مسنا داخل البيت الذي يكتريه بأحد أحياء مدينة طاطا وسلبت منه ما قُدره 24 مليونا سنتيما، وهو محصلة بيعه بقعة أرضية بأكادير استعدادا لشراء منزل بطاطا يحفظ كرامته، إلا أن الجناة باغتوه باستعمال الأسلحة البيضاء والعصي. في الشكاية التي تقدم بها إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بطاطا، طالب الضحية من النيابة العامة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة في أقرب وقت وإرجاع ثمرة ما كسبه خلال 40 عاما من الكفاح والاشتغال بعرق جبينه. كما تقدم بطلب مؤازرة للمنظمات الحقوقية بطاطا، إذ توصل كل من الفرع المحلي للمركز المغربي لحقوق الإنسان والفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطلب يتضمن تفاصيل تعرّضه لهجوم في مستودع أرسلان في شارع سيدي محمد في مدينة طاطا وإصابته بطعنات بالسلاح الأبيض في العنق وفي اليدين وكذا سرقة هاتفه المحمول. وفي السياق نفسه، تعرض فلاح شاب، ليلا، لهجوم من قبل عصابة مدججة بالعصي والأسلحة البيضاء، إلا أنه نجا بأعجوبة من قبضة العصابة مستغلا معرفته الجيدة بمسالك المزرعة التي يخترقها الوادي. كما توفي شاب يدعى قيد حياته (س. ل) متأثرا بجروحه نتيجة الاعتداء الذي تعرض له من قبل عصابة إجرامية خطيرة، إذ وجه أبوه (ح. ل) شكاية إلى أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يخبر فيها بمقتل ابنه ويتهم فيها مجموعة من الأشخاص بوقوفهم وراء الجريمة، واصفا إياها بالوحشية «ترصدوا له بمنطقة تيزران لحسن أومبارك التابعة لنفوذ جماعة ايت وابلي بدائرة أقا»، وأضاف أب الضحية أن الجناة اعترضوا سبيل ابنه وقاموا بتكبيله وأجبروه على شرب مادة سامة أودت بحياته في الحين. ولم يكتف الأب بوصف طريقة قتل ابنه، بل دل المسؤولين على أسماء الشهود الذين عاينوا حادث الاعتداء، منهم امرأة تدعى «ع. أ» والشاهد «م.ا». من جانب آخر، ألقت عناصر الدرك الملكي بمنطقة تكجكالت بنواحي تمنارت، الشهر الماضي، القبض على عصابة إجرامية متخصصة في سرقة الماشية، خاصة رؤوس الأغنام والماعز والجمال التي يرعاها الرحل بالمنطقة. في حين، لقي أحد أفراد العصابة مصرعه على يد أحد الرحل. وفي شهر أبريل الماضي، تعرضت تلميذة للاختطاف من أمام بيتها قبل أن تتعرض للاغتصاب الجماعي. وأوضح مصدر مطلع أن الضحية التي تبلغ من العمر 15 سنة تدرس في مستوى الجذع المشترك بثانوية «المنصور الذهبي» بعمالة طاطا تم اقتيادها تحت تهديد السلاح الأبيض على متن دراجة نارية في حدود الساعة العاشرة ليلا بينما كانت قرب مقر سكنها، ليتم نقلها إلى مكان بعيد، حيث تعرضت لعنف جسدي وضرب في أماكن متفرقة من جسدها قبل أن يمارس عليها المختطفون الجنس بالتناوب لمدة تجاوزت 4 ساعات، ويتم رميها بالقرب من منزلها الكائن بدوار القصبة بجماعة قصبة سيدي عبد الله بن مبارك بأقا بإقليم طاطا. ويعتبر الحادث الثالث من نوعه بالمنطقة في أقل من شهر والضحايا كلهن قاصرات، وتُوجه أصابع الاتهام إلى المجرمين أنفسهم دون اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم. وفجّر حادث اختطاف التلميذة واغتصابها موجة من الغضب بين سكان أقا، ودفع زملاءها وسكان المدينة إلى تنظيم وقفة احتجاجية بجماعة القصبة احتجاجا على انفلات الوضع الأمني بالمدينة. ومع تنامي السلب والنهب المنظم، المصحوب بالضرب والجرح تحت التهديد بالسلاح الأبيض والعصي، من قبل عصابات منظمة، إضافة إلى سرقة الدراجات النارية والهوائية وتعرض عدة مدارس ومحلات تجارية للسرقة، تحركت عدة منظمات حقوقية وجمعيات المجتمع المدني ودقت ناقوس الخطر، مطالبة بإنزال أقصى العقوبات على هؤلاء المجرمين، كي يكونوا عبرة لسواهم ممن يحاولون سلك هذا السلوك الإجرامي. وانتقدت أداء السلطات الأمنية بطاطا ودعتها إلى اتخاذ إجراءات قبلية لتأمين كرامة المواطن، كما دعت السلطات المغربية إلى تشديد الإجراءات العقابية على مرتكبي هذه الأفعال التي تتسبب في أضرار جسدية ونفسانية يصعب تجاوزها. كما نظم سكان المدينة مسيرة أطلقوا عليها «مسيرة الكرامة»، شارك فيها حوالي ألف و500 مشارك توقفوا أمام باشوية المدينة ومقر الدائرة ومقر الدرك الملكي مستنكرين حالة التردّي الأمني الذي تعيشه المدينة والدواوير المجاورة لها، بعد تزايد حالات اختطاف واغتصاب الفتيات في الفترة الأخيرة. ورفع المحتجون شعارات منددة بما يعتبرونه تقصيرا من الدرك الملكي ومن السلطات المحلية في توفير الأمن للمواطنين. عن جريدة الصباح ليوم الجمعة 29 يوليوز 2011 الكاتب: إبراهيم أكنفار ( هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته )