تعيش ساكنة أولادجرار خلال عطلة العيد فصلا جديدا من المعاناة مع مياه الشرب، التي عرفت تغيرا في الطعم والرائحة الناتج عن الاستخدام الزائد لمادة الكلور في معالجة المياه الموزعة . وعلاقة بذلك عبرت لجنة التنسيق المحلية لأولاد جرار عن انزعاجها الشديد لهذه التجاوزات المتوالية والتي لا تأخذ بعين الاعتبار صحة وسلامة الساكنة الجرارية التي يقبل العديد منها مكرها على تحمل مصاريف المياه المعبأة ، أو جلب مياه أخرى بديلة . وفي السياق ذاته ، فإن التنسيقية المحلية تسجل استياءها العميق من أسلوب المناورة في الاستخدام الزائد لمادة الكلور خلال أيام العطل الأسبوعية والأعياد التي لا يشتغل فيها المركز الصحي الجماعي المسؤول المباشر الأول عن تتبع وضبط المؤشرات العامة للسلامة الصحية لمياه الشرب والمكلف بإنجاز تقارير صحية دورية في الموضوع. يذكر أن هذه التجاوزات في كلورة مياه الشرب بأولاد جرار عادت لتطفو مؤخرا بعد غياب ملحوظ لعدة أسابيع على إثر الرسائل الشفهية التي تلقاها القائمون المحليون على توزيع مياه الشرب من التنسيقية المحلية تؤكد لهم فيها نيتها متابعة الموضوع لدى المصالح المعنية وعرض عينات من المياه المشكوك فيها على التحليل المخبري في حالة الشعور بتغير طعمها أو رائحتها . من جهة أخرى ضمنت التنسيقية رسالتها الأخيرة إلى السيد عامل إقليمتيزنيت في شأن عقد اللقاء القريب القادم ، ضمنتها مطلبا في الموضوع للحد من التجاوزات التي تعرفها عملية معالجة مياه الشرب بأولاد جرار. من المعلوم أن الكلور مادة مطهرة للملوثات البيولوجية (البكتيريا ) ، يتم إضافته إلى مياه الشرب على شكل مواد غازية أو مركبات سائلة أو صلبة (بودر) يذاب في الماء .وذلك بكميات حذرة لاتتجاوز 0.5 ميليغرم في اللتر، لمنع مضاعفاته الخطيرة الناتجة عن تأكسده مع المواد المعدنية والعضوية في الماء ، المعروفة باسم (الهيدروكاربونات المكلورة ) والتي تسبب مشاكل صحية خطيرة منها سرطان المثانة والمستقيم .ويبقى الأخطر بالنسبة للمياه المكلورة هو استعمالها في دش الاستحمام الذي ينتج عنه امتصاص الجلد لهذه المادة ، واستنشاق جزيئاته على شكل رذاذ مما يؤدي إلى أمراض جلدية وتنفسية بالغة الخطورة (الربو والحساسية ..) لكل هذه الأسباب والمضاعفات تتم الاستعاضة مؤخرا عن الكلور بالأزون في تنقية مياه الشرب في العديد من الأماكن ولدى بعض الشركات المعبئة لمياه الشرب ، لأنه يبقى رغم كلفته العالية دون آثار جانبية