زارت جريدة تيزبريس منزل أخ يامنة لغدير حيث آواها مؤقتا، رغم ضعف حالته المادية وعمله المتواضع غير المستقر، وجلست تروي لنا ما لم تتمكن من قوله سابقا بعد ما أصابها من هول الصدمة وشدة الواقعة التي حلت بها لما قامت القوة العمومية بإخراجها وإفراغها من منزلها كما تخرج السمكة من حوضها ذليلة مقهورة مخنوقة، وعادت تردد لازمتها المعهودة أين من يناصر الحق ويقتص لي من هذا الرجل الذي لم يرقب في إلاً ولا ذمة ولم يسرحن سراحا جميلا؟ لقد أضحت كسنمار في الجزاء، استغربنا من نظراتها التي تكاد لا ترفعها استحياء حتى أنها لم تتعرف علينا ونحن الذين قمنا بتصويرها بالفيديو ولم تمض على زيارتنا لها سوى أسبوع، فهل يعقل أن تقدم هذه السيدة على ما رميت به من بهتان؟ وشهادة جيرانها تؤكد على براءتها مما نسب إليها كبراءة الذئب من دم يوسف… لقد أفهمتنا أن بعلها قد تزوج بدون إذنها ولا علمها من سيدة بديار المهجر منذ بداية التسعينات وقد تكون سببا في التحريض ضدها حتى تنفرد به حسب شهادتها، ولم يقدم زوجها على تطليقها إلا في نهاية التسعينات مرغمة لا راغبة وهي المتمسكة في جل أطوار المحاكمة بزوجها وعدم قطع عرى الميثاق الغليظ، ولم تنكر عشيرها كما فعل، ونفت أن تكون قد وقعت وثيقة تسمح بزواج زوجها من امرأة أخرى، متسائلة عن دور القانون وحدود تدخله في مثل هذه الحالات كما سمعت من غيرها، عارضة عدة سيناريوهات منها امكانية كون زواجه بالزوجة الثانية عرفي غير موثق حسب القوانين الفرنسية؟ وإمكانية تزويره لشهادة العزوبة؟ وأردفت قائلة بأن زوجها قد أصبح له مع الزوجة الثانية ثلاثة أولاد… أما أولاد يامنة فيعانون معاناة نفسية رهيبة بتخلي والدهم عنهم بعد كل هذه الفترة الزمنية، حيث قضت زهرة عمرها تشقى في البادية تنتظر زوجها شهرا في السنة وتئن في صمت متجلدة رغم ما كانت تلاقيه من أهل زوجها من سوء معاملة وضعف مناصرة، خصوصا من عم أبنائها الذي وجد الفرصة مواتية لينازع يامنة في ممتلكات أخيه فظفر بطابق بمنزل بالبادية كما هو الحال بالمدينة بل أمست كل المنازل له بطبقاتها والحالة هذه، وهي التي ربته وترعرع تحت ناظريها. وتحكي أنها لما صاحبت زوجها لدى القاضي في جلسات المرافعة كانا يتحدثان بكلام دارج فلم تكن تفهم ما يقال، وقد أثر ذلك في نفسيتها ولم تكن تدري بما يتناجى الرجلان ويتهامسان، ولم تسطع أن تدافع عن نفسها وتنتصر لقضيتها، قاطعة الحوار بخروجها برهة من الزمن لتعود وتمدنا بكل الوثائق التي تمتلكها من مرافعات وإفراغ وأحكام بل وجهاز الزواج الوثيقة الوحيدة التي تقول بأنها تثبت علاقته بزوجها أما عقد الزواج فلم تتمكن من الظفر بنسخة منه وباءت كل محاولاتها بالفشل بعد أن اتصلت بالعدول والمحكمة، كما أعطتنا نسخة مصورة من الحالة المدنية، وهذا كل ما أملكه من أوراق ثبوتية تقول يامنة التي ناشدت كل الجمعيات الحقوقية والمهتمة بالمرأة بالمدينة لمساندتها ودعم ملفها الذي توقن بقوته وحجيته ، وداعية إلى توفير الرعاية النفسية لابنها المتشرد بتيزنيت أما الثاني والثالث فلا تعلم بحالهما بعد أن أحسا بظلم أبيهما لهما: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند كما تروي طالبةُ الحق أن زوجها لم يعرف الخير ويرفل في النعمة إلا بعد أن تزوج بها، فقد كان معدما في فاقة، يكاد لا يحصل على لقمة العيش، ولما حلت عليه برزقها واغتنى من بركتها وكدها، لم يراع حق الكد والسعاية الذي عرف به أهل سوس عرفا ، ولم تنس أن تغتنم الفرصة لتتقدم بحسن صنيع كل من ساندها ودعمها.لتدلف خارجة مطأطأة الرأس وتتركنا مع أخيها الذي تحسر على حالتها… فيديو