لم تعد الهجرة السرية على متن قوارب "الموت" ،أو عبر تركيا بالتّسلّل على الأقدام إلى الأراضي اليونانية تم اوروبا، تستهوي الشباب من أبناء أيت الرخا ( إقليمسيدي افني ) فحسب، فقد اقتحم العنصر النسوي هذا المجال، حيث قررت مجموعة من من الشابات "الأرخاوية" مؤخرا التوجه صوب الضفة الأخرى باللجوء لإحدى هاتين الطريقتين السالفتي الذكر . و كانت الهجرة غير الشرعية في المخيال الشعبي ترتبط دائما بالرجال لاعتبارات عديدة تتمثل كون هذه الظاهرة تحمل مجازفة و خطرا كبيرا يتطلب طاقة لتحمّل المصاعب وقدرة بدنية، إضافة إلى الأعراف الاجتماعية التي لا تتقبل إقدام الفتيات على خطوات مماثلة. لكن الجنس اللطيف بأيت الرخاء و لأسباب عدة عنوانها العريض الفقر وقلّة فرص الشغل و التفكير في تحسين ظروفهن المعيشية، اخترن خوض هذه التجربة المحفوفة بالمخاطر بمفردهن بما يحمله ذلك من إمكانية تعرضهم للاعتداء و الاستغلال وسوء المعاملة التي يتعرض لها المهاجرون من قبل عصابات الاتجار بالبشر. و تسعى هؤلاء الفتيات من خلال هذه المخاطرة إلى تحقيق أحلامهن في حياة أفضل، سواء من خلال التعليم أو العمل في مجالات مختلفة. و يُظهر الفقر في القرى أن الكثير من الشابات يشعرن بأنهن مُحاصرات بواقعهن، مما يدفعهن إلى البحث عن فرص جديدة في بلاد أخرى. هذا و جدير ذكره أن تجربة هؤلاء الفتيات لا تنتهي دائمًا بالنجاح، حيث يواجه العديد منهن صعوبات كبيرة عند الوصول إلى أوروبا، ففي بعض الحالات، قد يتعرضن للاستغلال أو يتفاجأن بالبيئة الجديدة التي قد لا تكون كما تصورناها. وعلى الرغم من ذلك، فإن الإصرار على تحقيق النجاح يبقى قويًا، حيث تستمر بعضهن في الكفاح من أجل بناء حياة أفضل . و رغم كل هذا و ذاك فإن رحلة الشابات القرويات "الأرخاويات" نحو أوروبا هي رسائل و قصة إنسانية تعبّر عن الإصرار والأمل في مواجهة الظروف الصعبة. و المطلوب هو السعي نحو تعزيز البرامج والمبادرات التي تدعم التوجه نحو التعليم وخلق مناصب الشغل في المناطق القروية لمنح الفتاة القروية الفرصة للبقاء في وطنها مع اسرتها دون خوف على مستقبلها .