اغلِقت مساء يوم أمس الأحد، "تيفلوين "( أبواب مدينة تيزنيت) بعد أربعة أيام من الاحتفال بالموروث الثقافي الأمازيغي ،إحتفالا برأس السنة الأمازيغية 2973 . "تيفلوين"،التي اعطيت انطلاقة فعالياتها الخميس الماضي،استطاعت أن تُميط اللثام عن جاذبية المدينة العتيقة،و تجعلها قبلة للزوار من كل فج عميق . وعلى مدى أربعة أيام،حوّلت هذه التظاهرة الثقافية الأنظار الى المآثر التاريخية و التراث اللامادي لمدينة الفضة، وقدمتها في أبهى تجلياتها، واكتشف الوافدين على المدينة ما كان وراء هذه الأبواب ( تيفلوين ) من موروت ثقافي أمازيغي عريق، من خلال سرد طقوس و عادات تقليدية في الإحتفال بمناسبة " ايض ايناير " . واستطاعت " تيفلوين "، أن تكسب ما يمكن وصفه باحتضانا شعبيا، من خلال الإنخراط الكبير ، لكل الفئات خاصة العنصر النسوي داخل المدينة القديمة ، بدء من ساحة الجمع الكبير؛ إگي العين ؛ قصبة أغناج ؛ الحبس أقديم مروراً بازقة المدينة القديمة وصولاً الى باب دو ترگا . نسوة تيزنيت،انخرطن بعفوية في اعداد أكلات أمازيغية تقليدية لها ارتباط بمناسبة رأس السنة الأمازيغية كوجبة العصيدة – تاكلا- اكيكر- بركوكس، البسيس، أوركيمن، الكسكس المعد بدقيق الشعير، تماشيا مع طقوس وعادات وتقاليد عريقة تقام بهذه المناسبة عند جميع الأمازيغ ، وهي كلها أكلات نباتية نظرا لارتباط الانسان الأمازيغي بالأرض بشكل كبير ،و يتم تقديمها للزوار المتوافدين و أبناء المدينة. نساء اخريات ، في تظاهرة " تيفلوين "، تفرغن لإعداد أطباق ووجبات عادة "المعروف"التي تجسد الوعي الجماعي السائد بين ساكنة المدينة القديمة خاصة و الحس المشترك الذي يربط بينهم و يعبر عن الانتماء الأصيل لثقافة التلاقي والتواصل كتعبير عن تعلق الساكنة بتقاليدها الثقافية وعاداتها العريقة والمتجدرة في التاريخ . و في موكب ترزّيفت البهيج ، و الذي يسرد طقوسا تقليدية في الإحتفال، و بلباسهن المحلي الأمازيغي ، حرجت مجموعة من نسوة المدينة العتيقة لتيزنيت و انطلقن من عدة أحياء حاملات لأطباق أوركيمن و تگلا نحو فضاء استقبال الزوار و الضيوف ، على وقع اهازيج و نظم " تنكيفت " التي يتم فيها ترديد عبارات وأهازيج، غالبا ما تكون كلماتها على لها ارتباط بالمناسبة و تُضفي على احتفالية " المعروف " كثيرا من الفرجة والمرح،مرورا بمجموعة من الأزقة و الدروب داخل المدينة القديمة . وهكذا تجحت احتفالية "تيفلوين"،في تسليط الضوء و تجسيد دلالات ثقافية متجدرة بالمدينة، عبر العادات و الأهازيج و الرقصات لإمعشار و الرما ..في سفر ضارب في عمق المدينة القديمة .