وقبله، هل التلقيح ذاته جائز شرعا؟ ما قولكم يا ′′علماء′′ المسلمين؟ بماذا تفتون يا ′′فقهاء′′ المسلمين؟ ما رأيكم يا ′′دعاة′′ المسلمين؟ لماذا تصمتون وكأن على رؤوسكم الطير؟ أين ذهبت صناعتكم الفقهية؟ ماذا حل بفقه نوازلكم؟ أم أن فقه الطهارة والنساء يستهويكم عن هذه الأمور الصغيرة التي يجب أن يعرفها كل مسلم بالضرورة؟ والضرورة هنا بالطبع هي حفظ النفس، أليس كذلك؟ ستقولون هذا تافه آخر من التافهين يريد أن يتطاول علينا نحن حفظة كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والتسليم. ليكن! لكن، إذا تواضعتم قليلا ونزلتم من أبراجكم العالية وأنصتم إلى التافهين من أمثالنا فلربما يتغير الشيء الكثير! لنبدأ من البداية، واسمحوا لنا نحن التافهين مرة أخرى أن نحيط علمكم ببعض المعطيات الغائبة عنكم. 1 – بعد عقدين من المجانية في الاستمتاع والترفيه على مواقع التواصل الاجتماعي والبحث على محركات الشبكة العنكبوتية الضخمة، جاء وقت الحساب ووقع ما كان يحذر منه منذ زمان نشطاء البرمجيات الحرة الذين ينعتون بقراصنة الأنترنت لشيطنتهم والضرب في مصداقيتهم. 2 – هلل الجميع لهذه المجانية وصفقوا لها واعتبروها من النعم والمنن وانغمسوا في الإبحار عبر الأنترنت دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الأسئلة التالية : – ما الذي يستفيده عمالقة النت من هذه المجانية؟ – هل يعملون هكذا في سبيل الله؟ كما تعملون أنتم في سبيل الله؟ – من أين تأتيهم الأرباح الضخمة التي يحققونها؟ – ما هي بضاعتهم الثمينة التي يبيعونها وتدر عليهم كل هذه المبالغ الفلكية؟ الجواب بسرعة : البضاعة هي نحن مستعملي الأنترنت وبالتدقيق فالبضاعة هي بياناتنا الشخصية..هي أسرارنا الشخصية..هي خصوصيتنا التي لا يطلع عليها إلا رب العالمين أو من نختار أن نسر إليه ببعض من أسرارنا من أفراد عائلتنا أو أصدقائنا المقربين. 3 – طوال عقدين من الزمن، صال عمالقة النت وجالوا في بيع وشراء المعطيات الشخصية وتجسسوا بلا رقيب أو حسيب على الجميع بما في ذلك رؤساء الدول، والمجال الذي ظل بعيدا نسبيا عن هذا الانتهاك الصارخ للخصوصية الفردية هو المجال الصحي. 4 – أتاحت ما تسمى بجائحة كورونا الفرصة التاريخية للشركات العابرة للقارات للانقضاض على آخر القلاع المنيعة في وجه هذه الفيودالية الرقمية الجديدة : صحة الإنسان وجسده! 5 – الجواز الرقمي تحديدا، نعثه بالصحي أو جواز التلقيح أو أي وصف آخر هو للتمويه ليس إلا، يشكل العنوان العريض للمرحلة القادمة التي سيخضع فيها الجميع وستراقب كل سكناتهم وحركاتهم بل ووظائفهم الحيوية من أكل وشرب وهضم وتنفس ونوم وقلق وفرح وغضب ومتعة حسية ونفسية…وهلم جرا، وسيصبح هذا الجواز الوثيقة الرسمية الأساسية للحياة العادية. بتعبير آخر، ستتحول الحقوق الإنسانية البسيطة إلى امتيازات بفعل هذا الجواز ولن يستفيد منها بالطبع إلا الذين سيرهنون حريتهم مقابل ذلك. أي طبقة العبيد الرقميين الجدد! 6 – ما يسمى باللقاحات، إذا استثنينا اللقاح الصيني التقليدي، هي تجارب جينية تجرى علنا لأول مرة في التاريخ على البشر بعدما تم إجراؤها على الحيوان والنبات والجراثيم. يقصد بالتجارب الجينية التقنيات المخبرية التي تستهدف جينات الإنسان وخصائصه الوراثية. انه التلاعب بالجينات في صيغته الأكاديمية العلمية بعيدا عن المنمقات اللفظية. وبالمصطلح القرآني، انه تغيير لخلق الله الإنسان بعدما تم تغيير خلق الله من الحيوان والنبات والجراثيم. 7 – الله عز وجل من فوق سبع سماوات يقول في محكم كتابه الكريم..لا إكراه في الدين! أي أنه لا يجبر أحدا على الاعتقاد أو الإيمان به والدخول في دين معين، بل ترك الحرية للإنسان لكي يختار عن طواعية واستقلالية تامة. وهنا وعلى هذه الأرض الموبوءة بالذنوب والآثام، ينتصب السياسيون للدفاع عن إجبارية التلقيح وكأنهم أفضل من رب العالمين. يا علماء المسلمين! هذا بلاغ التافهين من المسلمين إليكم لتتحملوا مسؤوليتكم التاريخية فيما يجري على مرأى ومسمع منكم. أنتم ورثة الأنبياء كما عرفكم رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم. وان لم تكونوا كذلك، فمن أنتم؟ ملاحظة أخيرة : 1 – للتأكد من صحة ما جاء في هذه المقالة يمكنكم الاستشارة مع الخبراء الذين بقيت ضمائرهم حية ولم يبيعوا دينهم بدنياهم في التخصصات التالية : – علم الوراثة والهندسة الوراثية. – بيولوجيا الأحياء الدقيقة. – علم المناعة. – البرمجة وتطوير نظم الإعلاميات. 2 – راجعوا فتوى مجموعة من علماء موريتانيا في الموضوع علها تستفزكم قليلا وتثير فيكم بعض الغيرة للإسلام والمسلمين.