" إنني أطلقت 4 رصاصات على اللصوص في قلب مركز الدرك الملكي بتزنيت في إطار الدفاع الشرعي عن النفس" يقول الدركي بلمخربش الجيلالي في إطار التحقيقات المجراة معه بخصوص إطلاق الرصاص من مسدسه بعدما انتفض عليه لصين، سلمهما إليه بمركز الديمومة مواطنين من جماعتي رسموكة و " ويجان"بإقليم تيزنيت ، وكان الأهالي اعتقلوهما متلبسين بمحاولة سرقة أمتعتهما تحت جنح الظلام خلال الأسبوع الماضي... و تجري القيادة الجهوية للدرك الملكي خلال هذه الأيام تحقيقا داخليا حول الحيثيات التي أدت لإنتفاضة اللصوص، على الرقيب المكلف بالمداومة، وعن أسباب إطلاق الرصاصات الأربع. بينما تم تقديم اللص الموقوف الذي أطلقت عليه النار أول امس على أنظار الوكيل العام للملك بأكادير، وبينت التحقيقات أن له سيرة طويلة السرقات استهدفت عبر مسار طويل المتاجر والسيارات والمنازل، في حين مازال زميله في حالة فرار بعدما قفز سور السرية. بلمخربش دركي شاب في الثلاثينيات من عمره متزوج وأب لطفلين كان يشتغل في تلك الصبيحة بهمة قبل أن يسمع طرقات على باب مركز الدرك بتزنيت، خرج ليجد سيارات بها مجموعة من ساكنة الجماعتين رفقة أفراد من القوات المساعدة، سلموا إلى الرقيب اللصين في حوالي السادسة صباحا، على أن يعودوا عند طلوع الشمس لتسجيل شكايتهم، ائتمن الدركي على الموقوفين فقام بتفريقهم على كراسي متباعدة بدون أصفاد، في انتظار قدوم زملائه لتحرير محاضر استماع بشأنهما، غير أنهما اغتنما فرصة تواجده وحيدا فجر ذلك اليوم، ليقوما بثورة عليه، أخرج أحدهما قطعة معدنية وشرع بالتلويح بها في وجهه حتى يبعده على الباب من أجل الفرار، ورغم أن الدركي تمكن من الإمساك بيد اللص التي تلوح بالعمود المعدني فقد تمكن من تسديد لكمات إليه، أردف إليها ضربة رأسية أدت إلى كسر أنف الرقيب، اللصان اتحدان وتماديا في مواجهة الدركي الأعزل في المركز إلا من سلاحه، امتد الصراع معه إلى أن وصل الساحة الفسيحة بالمركز، فقز اللص الأول من أعلى السور مختفيا عن الأنظار حيث مازال في حالة فرار. اقتصرت المواجهة في الأخير مع اللص الثاني الذي لم يتمكن من القفز من فوق السور، فقرر مواجهة الدركي كي يفسح له المجال للخروج من البوابة الرئيسية، أخرج الرقيب سلاحه، عندما كان اللص يهاجمه بعصا ليخلي له الطريق، ولأنه تمادى في هجومه وفق ما يؤكد حامل السلاح عند التحقيق معه، اضطر إلى إطلاق رصاصتين في الهواء، لم تقم عبثا بتخويف مهاجمه الباحث عن منفذ إلى البوابة الخارجية. وفي محاولة من اللص للفرار متجاوزا الدركي سدد له طلقة باتجاهه أصابت رجله اليسرى، واستمر في عناده ليسدد له ثانية جعلته يستكين عندها التحق دركي آخر بالمداومة عندما سمع دوي الرصاص ينطلق عياره خلال أربع مناسبات متقاربة، عمل الدركيان على تصفيده، وإخبار رئيسهما الذي حل على عجل، تلاه الحضور الشخصي للقائد الجهوي للدرك الملكي، لمعرفة حيثيات الموضوع، ومازال التحقيق في أمر إطلاق الرصاص أمرا داخليا تجريه القيادة الجهوية للدرك الملكي بأكادير. إدريس النجار/ محمد بوطعام