غريب أمر هذا الوطن، تجده في أحايين كثيرة يرمي بأبنائه إلى قروش البحر، يهضم حققوهم، ويدوس كرامتهم لكن، عندما يناديهم تجدهم يلبون النداء بكل عفوية وتلقائية إنها الوطنية في أعظم تجلياتها، إنه الإحساس بالانتماء. هذه المسيرة المليونية وحدت كل الأحزاب السياسية ووضعوا يدا في يد من أجل وحدة الوطن والذود عن وحدته الترابية. ملايين من المواطنين حجوا إلى العاصمة الإقتصادية من مختلف جهات المغرب الأربع شيوخا وكهولا، شبابا وأطفالا، كلهم لبوا نداء الوطن، إنها رسالة واضحة لكل خصوم الوحدة الترابية بدءا من الجزائر وصنيعته بما يسمى (البوليساريو) والحزب الشعبي الإسباني والبرلمان الأوروبي، إن المغاربة يؤكدون أنهم لن يفرطوا في شبر من أرجاء هذا الوطن العزيز، بل لن يتخلوا عن حبة رمل واحدة ولو أراد أعداء الوطن الاعتداء عليه فعليهم أن يدوسوا على جثث أكثر من 35 مليون مواطن مغربي آمن منذ بزوغ فجره على أن الصحراء مغربية أحب من أحب وكره من كره. في لقاءنا مع المواطنين الذين شاركوا في هذه المسيرة التاريخية اعتبر الكل أن هذه المسيرة، مسيرة خضراء ثانية، فإذا كان المغفور له الحسن الثاني قد نظم مسيرة خضراء أولى ب 350 ألف متطوع، فجلالة الملك محمد السادس نظم مسيرة خضراء ثانية مليونية أبهرت العدو قبل الصديق، معبرين عن إدانتهم الكلية لكل التصرفات التي خرجت عن أخلاقيات مهنة الصحافة التي مارستها أبواق إسبانية تصبوا إلى خدمة أجندة معينة من أجل النيل من الوحدة الترابية للمملكة المغربية، كما رفعوا شعارات دعوا من خلالها كافة المنظمات الدولية إلى اتخاذ الحياد في ملف الصحراء، وملف مخيم "أكديم إيزيك" والأحداث التي شهدتها بالموازاة مع ذلك مدينة العيون. تجدر الإشارة إلى أن المشاركين الذين مثلوا مدينة طنجة في هذه المسيرة، فاق عددهم 10 آلاف مشارك من مختلف مناطق المدينة، تواجدوا في نقط محتلفة للإنطلاق إلى العاصمة الإقتصادية منذ الساعات الأولى من الصباح (ابتداءا من الرابعة صباحا)، في حضور أمني مكثف للمساهمة في تسهيل مسيرة القافلة الممثلة للمدينة. الحضور الأمني الذي مثله رؤساء مجموعة من المصالح والدوائر الأمنية ورئيس قسم الإستعلامات وممثلي الولاية على رأسهم الكاتب العام مصطفى الغنوشي الذي لوحظ تفاعله العفوي وتجاوبه مع مختلف المواطنين الذين حجوا لتلبية نداء الوطن، وهو الأمر الذي خلق نوعا من الإرتياح لدى مختلف المواطنين، خاصة بعد أن لوحظ نشاطه المستمر متنقلا بين عدة أرجاء في محاولة للمساعدة وتيسير مجموعة من الأمور الخاصة بالمسيرة العظيمة. وقد عملت شبكة طنجة الإخبارية على تقريب أجواء هذه المسيرة من خلال مجموعة من الصور والتصريحات والفيديوهات التي تضعها بين أيديكم. لقطات من المسيرة بكاميرا شبكة طنجة الإخبارية تصريح مواطن إسباني تصريحات لمجموعة من المشاركين والمشاركات في المسيرة