اوردت وكالات الانباء خبرا غريبا مفاده ان احد الرؤساء العرب وجه دعوة لعشرين عارضة ازياء ايطالية لزيارة بلده للتعرف على شباب بلده بهدف الزواج منهم وانه قدم ابن اخيه كأول متطوع لهذا الواجب الوطني الهام ليثبت ان اقارب الرئيس دوما هم اهل التضحية والفداء , ولا ادري صراحة ماهو هدف فخامته من هذه المبادرة الطيبة فلربما كانت بسبب انقراض العنوسة في بلده وعدم توفر اي فتيات للزواج وبالتالي فتح الباب امام الاستيراد ام ان الهدف هو تحسين النسل والحصول على مواطنين ومواطنات باجسام رشيقة وعيون مسبلة وشعر ناعم كالحرير ام كي يكون شعبه مع الايطاليين نسايب وتكون بينه وبينهم صلة رحم وقرابة ويصبحوا اخوال لابناء البلد ام ان التدهور الاخلاقي في المجتمع ومحاربة العولمة الثقافية تقتضي بأن نأتي بعارضات الازياء او المودلز المعروفات عالميا بانهن الاكثر خلقا والاشد التزاما وحشمة لتربية الجيل الجديد العربي كي تكون عنده حصانة ضد العولمة ونكون قد داويناها بالتي كانت هي الداء وبدل ان يقضي الشباب وقته الثمين بالنظر الى صور العارضات العاريات في الانترنت فيكفي ان يذهب الى بيت جارهم او بيت قريبه كي يراها على الطبيعة وعلى عينك يا تاجر !!! ام لعلها مجرد منافسة من فخامة الرئيس مع الرئيس الفرنسي ساركوزي المتزوج من عارضة ازياء ايطالية مشهورة هي كارلا بروني التي لاينفك يتباهى بها في كل المحافل ويطوف بها البلدان ومنها الدول العربية حتى قبل ان يتزوجها فنقول له اذا كنت ياساركوزي متزوج من عارضة ازياء ايطالية وانت رئيس جمهورية فرنسا على سن ورمح ففي بلدنا كل مواطن يستطيع الزواج من عارضة ازياء ايطالية وبدعم حكومي وباسعار مخفضة ومعفية من الضرائب ومكفولة خمس سنوات ومت بحسرتك ياساركوزي !!! السؤال الوحيد الذي لم اجد له اجابة هو ماذا سيفعل فخامته ببنات بلده ؟ هل سيجلب لهن عارضي ازياء من ايطاليا ايضا من باب المساواة بين المرأة والرجل ؟ ام انه سيصدرهن الى بلد اخر ويتخلص منهن ويفسح المجال للمزيد من العارضات من دول اخرى ويخلص الرجل في بلده من نكد بنت البلد ومتطلباتها ؟ عندما كنا نتحدث وبإسهاب عن ظاهرة الزواج من اجنبيات وما تساهم به في زيادة نسبة العنوسة بين الفتيات من جهة وارتفاع نسبة الطلاق بحكم كون غالبية هذه الزيجات لاتدوم بسبب الفارق الفكري والثقافي والاجتماعي بين الزوجين وكذلك تنشئة اجيال تعاني من التشتت في الانتماء مابين ثقافة الام وثقافة الاب وبضمنها الاختلاف الديني , لم اكن اتصور ان يكون رد الفعل الحكومي هو استيراد الفتيات من الخارج بدلا من تشجيع الشباب على الزواج من بنات بلدهم وتذليل العقبات التي تقف في طريق تحقيق هذا الهدف ويبدو ان الاستيراد من الخارج اصبح السمة المميزة للعالم العربي فلا يكفينا استيراد الغذاء والدواء والسيارات وكل شيئ في حياتنا اليومية حتى انتقلنا الى بعد اخر اخر الا وهو استيراد النساء والعرائس الجاهزات وذوات الجودة العالية من حيث الشكل والفارغات من حيث المضمون كي نكمل حلقة التبعية السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والزراعية للغرب بمنتج جديد وهو التبعية النسوانية حتى اذا فرضت عقوبة اقتصادية او حصار على ذلك البلد في المستقبل فلن يجوع الشعب ويمرض فحسب بل سيصبح اعزبا ايضا !!! عموما اشجع شباب هذا البلد العربي على الاستفادة من العرض الحكومي المدعم للاستمتاع بتجربة الزواج من عارضة ازياء ايطالية ولو ان الشيئ الوحيد الذي لاتراه على العارضات عادة هو الازياء والاحرى تسميتهن بعارضات الاجساد ولكن الشباب العربي مطالب بالتضحية في سبيل الوطن وأجرهم على الله . [email protected]