بمناسبة تكريم الدكتور سيدي محمد ياملاحي الوزاني العميد السابق لكلية الآداب و العلوم الانسانية بمرتيل - إلى جانب العميدين السابقين الدكتورين محمد الكتاني وعبد العزيز العلاتي- أجرينا معه هذا الحوار السريع: س- السيد العميد تم تكريمكم من طرف كلية الآداب و العلوم الانسانبة التي كنتم تشرفون على تسييرها لسنوات عديدة ، اعترافا بما أسديتم لها من جليل الأعمال ، ما هو شعوركم بالمناسبة ؟ ج- أشعر بالسعادة بطبيعة الحال و بالاغتباط أيضا ، و أشعر بالخصوص انني أديت واجبي كما يجب . من أجل ذلك أشكر العميد الدكتور محمد سعد الزموري، وإلى جانبه فريق العمل بالكلية، على هذه الالتفاتة ذات الرمزية العميقة. س- حفل التكريم جمع بين ثلاثة من العمداء في نفس اليوم و أنت واحد منهم،هل في ذلك رسالة أو إشارة ما ؟ ج- كما تعلمون إن من ينقصهم حس التمييز هم فقط من يجدون صعوبة في فهم دلالة دورهم في تدبير حياتهم وحياة الآخرين. و أنا فكرت دائما و بكل بساطة كفلاح و كجينيالوجي و كأب. و تحكمت في رؤيتي للعالم ثلاثة مبادئ : الكم ، الجودة و الاستمرارية ، و هي مبادئ مهمة يجب التشبع بها . س- هلا سمحتم بشيء من التوضيح؟ ج- نعم ، بصفتي كعميد للكلية كنت أعتبر جودة الانتاج البيداغوجي و الاداري و العلمي و العلائقي مطلبا لا يمكن تجاوزه أو القفز عليه. و بعدها كنت أعتبر ذلك هدفا ضروريا. فكلما كونا الشباب كلما كان ذلك جيدا و مفيدا لبلدنا ،و كلما نشرنا كتبا أكثر أو نظمنا محاضرات أو ندوات فذلك أفضل . و في الأخير يأتي مبدأ الاستمرارية ليتوج قناعة ثقاقية و فكرية راسخة في ذهني:لا يجب بتاتا إلغاء أو نفي المكتسبات.و لكن يجب تنميتها وإغناؤها، إذ يجب ألا ننسى أبدا أننا نتغذى بفضل ما زرعه الآخرون قبلنا و أننا مجبرون على أن نزرع للآخرين وأن نضمن الاستمرارية لهذا المسار: زرعوا فأكلنا و نزرع فيأكلون . ومن يجثت شجرة من أجل أن يغرس شجرته مكانها فلن يضمن البقاء لشجرته. و تلك هي نفسها نظرتي للأشياء بصفتي كأب. س- أشار الدكتور الكتاني في درسه الافتتاحي إلى ضرورة الاهتمام بمستقبل العلوم الانسانية و إلى مشكل البحث في مجالاتها ، ما رأيكم في ذلك؟ ج- أستاذي الدكتور الكتاني رجل القناعات والمبادئ ، اشتغلت كثيرا و طويلا إلى جانبه .و قد خلفته على رأس العمادة بالكلية .وهو أيضا رجل علم و ثقافة و تجارب. و كيف يمكننا فهم الانسان دون التعرف عليه؟ و كيف يمكن مواكبة تطور الانسانية في تحولها الدائم إذا كان البحث العلمي لا يواكب ذلك. ففي عالم معولم يجب إعادة تحديد مفهوم الهوية و إعادة بناء المواطنة و إعادة النظر في سيكولوجية المجتمع و إعادة كتابة التاريخ.. ملفات كثيرة أمام الباحثين في كل التخصصات التي تهتم بالعلوم الانسانية. و حتى اللغات فهي اليوم رهانات ذات أولوية.. لا ديموقراطية بدون ديموقراطيين و لا إنسية بدون إنسيين و لا ثقافة سلم بدون أفراد متشبعين بقيم السلام و التعايش. - شكرا لكم دكتور على هذا الحوار السريع و المركز - الشكر لكم و لطاقم شبكة طنجة الاخبارية