كل المؤشرات تشير إلى أن الوضعية بأقدم ثانوية تأهيلية بمدينة وزان وهي مؤسسة مولاي عبد الله الشريف الرابضة بقلب المدينة تقاوم الإهمال كباقي المعالم التاريخية لدار الضمانة ترقص فوق صفيح ساخن،وأن (طنجرتها)مرشحة للانفجار في أي لحظة بعد أن احتقنت قنوات تواصلها الداخلي والخارجي. المعطيات التي وافتنا بها مصادر موثوقة، تتحدث عن تمزق حبل التواصل بين المكونات الأساسية للإدارة التربوية،وهو ما لمسه مندوب وزارة التربية الوطنية السنة الماضية بمناسبة زيارة كاتبة الدولة المكلفة بالقطاع المدرسي للمؤسسة التي شاغبت في ساحتها وهي تلميذة. هذه الوضعية الشاذة للمؤسسة التعليمية برزت للعيان هذه السنة عندما لم تنطلق الدراسة في وقتها الذي حدده المقرر الوزاري،بحيث لم تنجز جداول الحصص إلا بعد فوات الأوان مما جعل الحديث عن تأمين الزمن المدرسي كصيحة في أرض خلاء. كما أن ارتجالية وضع هذه الجداول ترتب عنه ارتباك في استغلال القاعات الدراسية وبالتالي ضياع مساحة زمنية واسعة من الغلاف الزمني للتلاميذ إلى حدود اليوم.وكان كذلك من نتائج تلبد سماء المؤسسة التربوية وتلوث جوها، استجابة المندوب الإقليمي لطلب الإعفاء من المهمة الذي تقدم به ناظر المؤسسة. ولأن الدرس التربوي لايمكن أن يحقق النتائج المرسومة له بدقة متناهية إذا ما قدم في جو مشحون ،وتشنج ملحوظ ،فإن مصادرنا تتحدث عن تراجع كبير في نتائج التلاميذ مقارنة بالسنوات الماضية ،وضربت كمثال على ذلك حصول أزيد من ثلثي تلاميذ الثالثة إعدادي على نقطة الصفر في مادة الرياضيات في الامتحان الجهوي الإشهادي السنة الفارطة،كما سجل تراجع بشكل محسوس في نتائج الباكالوريا.ومع الأسف لم تفتح إدارة المؤسسة مع باقي المتدخلين ورشة لقراءة هذه النتائج حتى تطوق أسبابها. قبل الختم وجبت الإشارة إلى أن المؤسسة تحولت إلى شبح مخيف بعد أن شوهت هندستها المعمارية المتميزة ،وتهالكت جدرانها وسقيفات عدة حجرات،وأغلقت أبواب بعضها بعد أن أصبح تشغيلها خطرا محدقا بالتلاميذ،كما أن المرافق الصحية الخاصة بالتلاميذ أضحى حالها يدعو إلى الغثيان،وبالطبع فالطاقم التربوي والإداري لا يتوفر على مثل هذه المرافق على علتها الصحية،كما أنه لا يتوفر على قاعة للأساتذة بعد أن ألحقت هذه الأخيرة بمطعم القسم الداخلي،هذا القسم الذي يحتاج إلى مجلدات لوصف وضعيته الكارثية بنية وتدبيرا.