يقول المصطفى ص:"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"ويقول ص في حديث اخر :"ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن". من خلال هذين الحديثين يتبين أن الأخلاق الحميدة كانت غاية أساسية من بعث الرسصول ص إلى جانب التوحيد،وأن الشريعة الإسلامية جعلت من مكارم الأخلاق وجبا مفروضا ،لأن الاخلاق هي روح المجتمع وتوازنه وارتقاءه إذا فقدها أصبح في أخطر مراحله.وصدق الشاعر حينما قال: إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا وللأسف فإن ما نلاحظه في هذا العصر بمجتمعنا هو تراجع الاخلاق رويدا رويدا وحلول محلها سلوكات علنية مخلة بالحياء وبالنظام العام ،دون أن يعي المجتمع بذلك.سلوكات أصبح المجتمع يتعود عليها ،تمارس في الأماكن العامة ،في المؤسسسات التعليمية وقضاءات مختلفة... من بين هذه الممارسات نجد ما يمارسه الشباب (من كلا الجنسين) من ممارسات مخلة بأخلاقنا و عاداتنا وأمام عموم الناس .فإذا أراد أي واحد منا مثلا أن يتمشى على جانب الشاطئ (البلايا) بعد مغرب الشمس خصوصا عند الجدار المطل على البحر والواد الذي يصب هناك ،عليه أن يغمض عينيه لكي لا يرى عناق وتبادل القبلات بين الفتيات والفتيان أمام الملأ دون أن يحرك أحد ساكنا .فالناس يكتفون بالنظر إلى عشيقين يتعانقان دون اكتراث للاخرين . و نفس الشيء يتكرر في أماكن أخرى من هذه المدينة كغابة الرميلات ،المنار ،رياض العشاق وهو ذلك الفضاء الأخضر المتواجد بطريق الرباط قبالة مركز الحليب ،والذي يعرف بفضاء ممارلسات أبشع صور الانحلا ل الخلقي والإخلال بالنظام العام خصوصا بعد مغرب الشمس.فكيف تواجه ابنتك التي لا يتجاوز عمرها ست سنوات مثلا عندما تناديك وتقول لك :انظري يا أمي " فلما تنظر حيث أصبعها ترى شابة وشاب في وضعية مخلة بالحياء في هذا الفضاء. إن هذه المشاهد المؤلمة والمشوهة لصورة المدينة تدل على على أن شباب المجتمع طغى على جانبه الفكري والروحي الجانب الشهواتي بشكل خطير لدرجة ان الشباب لم يعد يتحاشى حتى انظارا لناس.وهذا يعود إلى عدة أسباب من ضمنها ما يتعلق بالتربية الأسرية ، الأسباب الامنية ،تأثير الفضائيات والمواقع الالكترونية ... بالنسبة لعامل التربية فالمعروف أن الاسرة المغربية لا تربي أبناءها على لغة الحب والامان النفسي والتواصل العاطفي، لذلك تجد الابناء أمام هذا الفراغ العاطفي الاسري يلجأون إلى الشارع. أما فيما يتعلق بالأسباب الأمنية فهناك غياب تام للدوريات الأمنية التي من واجبها مداهمة الاماكن التي يقصدها هؤلاء الشباب والقبض على المتلبسين و إحالتهم على القضاء. أما بالنسبة للفضائيات فإن الأفلام والمسلسلات دمرت عقول الشباب وفكرهم حتى انسلخ عن هويته ونسي قضاياه الوطنية والقومية .وهذا يسري أيضا على بعض الأفلام والمسلسلات المغربية ،فقد شاهدت يوما جزءا من فيلم مغربي وحاولت في النهاية أن أخرج بخلاصة عامة لكني لم أستطع.فالفيلم يتمحور حول فتاة مغربية مراهقة تنتمي لأسرة فقيرة ،سافرت عند عشيقها الذي يقطن بمدينة اخرى ومكثت عنده في فيلته لمدة أسبوع كامل .وبعد عودتها لأسرتها شعرت بأنها حامل مما جعلها تفر من البيت وتعود لعشيقها لكنها لم تجده وبقيت هناك تبحث عنه اسابيع وشهور وفي الأخير التقيا وتزوجا.فما هي الرسالة التي يتوخاها المخرج من هذا الفيلم؟وما هو رد فعل فتاة مراهقة إذا شاهدت الفيلم؟أكيد أنها ستتبع سلوك بطلة الفيلم. ومن مظاهر الانحلال الخلقي ايضا بمجتمعنا نجد ظاهرة عري النساء بطريقة مشوهة ومخلة بأخلاقنا، سواء في الشارع أو في بعض المناسبات كالتظاهرات الثقافية الدولية التي تنظم ببلدنا،فالافت أن بعض الممثلات يتنافسن خلال هذه الملتقيات حول من تظهر أكثر عري وإظهار للمفاتن المثيرةباعتبار ذلك حسب تفكيرهن البسيط غاية في الاناقة والانوثة والجرأة... ما أود قوله هو أنني أخشى أن يدخل مجتمعنا في أزمة أخلاق التي تعتبر أخطر مرحلة من مراحل المجتمعات البشرية [email protected]