يشعر العديد من الأهل بأن عليهم التحدث إلى أبنائهم خلال فترة المراهقة عن الجنس، وذلك لتبديد بعض المفاهيم الخاطئة لديهم وتحسين معرفتهم بهذا النوع من العلاقات بهدف تجنيبهم الكثير من المشاكل التي قد تعترضهم في المستقبل. على أن اختلاف النظرة إلى الجنس بين الأهل والأولاد بسبب فوارق السن والجيل تجعل من الضروري على الأهل توضيح ما يريدون إيصاله من معلومات بطريقة لا لبس فيها، وخاصة حيال أمور خمسة أساسية ينبغي إزالة الغموض حولها. وأول تلك الأمور اعتقاد بعض المراهقين بأن الواقيات الذكرية مضمونة النتائج بشكل كامل وهي سهلة الاستعمال، ويمكن تأجيل وضعها حتى اللحظة الأخيرة قبل القذف. والصحيح أن أغلب الدراسات تشير إلى أن الواقيات الذكرية تنجح في منع الحمل في 97 في المائة من الحالات، وهي النسبة عينها لدى حبوب منع الحمل، لكن الاستخدام السيئ لها أو احتمال تعرضها لظروف أخرى، غالباً ما يخفّض من نسبة فعاليتها إلى مستوى منع الحمل في 86 في المائة من الحالات فقط. ويضاف إلى ذلك أن عادة استخدام الواقي قبل القذف فقط تزيد من نسبة الحمل، باعتبار أن الذكر قد يفقد التحكم في توقيت القذف ويفشل بالتالي في وضع الواقي بالوقت المناسب، إلى جانب أن السوائل التي تخرج من العضو الذكري قد تكون محمّلة ببعض الحيوانات المنوية، ما يرتب مخاطر ما يعرف ب"التلقيح دون القذف." ويبرز ثانياً موضوع اعتقاد بعض المراهقين بعدم وجوب اللجوء إلى خطة بديلة لمنع الحمل إذا ما تمزق الواقي أثناء الممارسة الجنسية. والصحيح أن على الشابة التي تتعرض لحالة مماثلة اللجوء إلى تناول حبوب منع الحمل من النوع الذي يعمل بعد العملية الجنسية، وذلك خلال 72 ساعة من الحادث، ويمكن شراء هذا النوع من الحبوب من الصيدليات دون وصفة طبية. أما النقطة الثالثة الجديرة بالملاحظة فهي أن خطر التعرض للأمراض المنقولة جنسياً، فصحيح أن نسبة المصابين بهذه الأمراض بين فئة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً لا تتجاوز 25 في المائة من إجمالي المرضى في الولاياتالمتحدة مثلاً، غير أن نسبة تلك الشريحة ترتفع إلى 50 في المائة بين المرضى الذين التقطوا الأمراض حديثاً، وهو رقم كبير للغاية. وينصح الخبراء الأهل بحث أولادهم على الخضوع لفحوصات جنسية بصورة دورية، وخاصة لأمراض مثل السفلس والأيدز. وتتفرع من هذه النقطة مسألة هي الرابعة ضمن المسائل الواجب توضيحها للمراهقين، وهي وجود عوارض للأمراض الجنسية، حيث قد يشعر بعض الشباب بأن صحتهم جيدة، ويستنتجون بالتالي بأنهم غير مصابين بالأمراض. والصحيح أن الفتاة مثلاً قد تصاب بالأيدز والسفلس والتهاب الكبد دون أن تظهر عليها أي عوارض حتى مرحلة متقدمة، وما ما يوجب الدعوة إلى فحص دوري كما ورد سابقاً. وأخيراً نصل إلى النقطة الخامسة المتعلقة بقلق بعض المراهقات بأن يكون لحبة منع الحمل تأثير سلبي على نواح صحية أخرى. والصحيح أن حبوب منع الحملة المتوفرة في الأسواق حالياً ليست آمنة فقط، بل أن تأثيراتها الجانبية هي بمجملها إيجابية، فتلك الحبوب تساعد على تخفيف دم الحيض لدى النساء المصابات بفقر الدم، كما تخفف من آلام الدورة الشهرية وتخفف مخاطر التهاب الرحم وسرطان عنق الرحم وتزيل حب الشباب. وقد يكون للحبوب آثار سلبية مثل آلام الصدر والصداع والغثيان، ولكنها عوارض تزول بعد أشهر قليلة من الاستخدام.