أكد جلالة الملك محمد السادس أن الإلتزام السياسي الثابت من قبل جميع الدول واعتماد شراكة عالمية واسعة ومضبوطة، مدعومة بجدولة زمنية دقيقة لتفعيلها، يعدان خير ضمان لتحقيق أهداف الألفية للتنمية. ونقلت جريدة "القدس العربي" اللندنية عن الملك محمد السادس قوله في خطاب ألقاه الإثنين، خلال قمة أهداف الألفية للتنمية بنيويورك: "إنه يجب الانخراط من الآن في تفكير استشرافي وعمل استباقي لما بعد سنة 2015، لتحقيق استمرارية مبادراتنا، والتأهيل لرفع التحديات الجديدة". وأوضح الملك أن السبيل إلى ذلك يكمن في العمل الجماعي الهادف لتوطيد نموذج تنموي بشري ومستدام، تضامني ومتناسق، وذلك في نطاق حكامة عالمية منصفة وناجعة، وتوفير العيش الكريم للأجيال الصاعدة، وبناء مستقبل مشترك، يسوده الأمن والاستقرار، والتقدم والازدهار. وتساءل جلالته عما إذا كان الضمير الإنساني يرضى بأن يظل أزيد من مليار شخص يعانون الجوع، وأن يموت ملايين الأطفال سنويا من سوء التغذية أو بسبب أمراض وأوبئة، صار علاجها متوفرا وبتكلفة بسيطة. وقال الملك : "إننا نرفض هذا الواقع المر المنافي للمقاصد السمحة للأديان السماوية والأنظمة الديمقراطية والمواثيق الدولية والقيم الإنسانية المثلى للإخاء والتضامن والإنصاف"، هذا الواقع الذي يتم استغلاله، للأسف الشديد، لإذكاء نزوعات الحقد والتطرف. والتقى جلالة الملك محمد السادس على هامش القمة الألفية كلا من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو والمستشارة الالمانية انجيلا ماركيل والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وشكلت العلاقات الثنائية وتطورات نزاع الصحراء الغربية ومفاوضات السلام بالشرق الاوسط محور هذه المباحثات. وقالت وكالة المغرب العربي للأنباء : "إن الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أشادا بمستوى العلاقات المغربية الفرنسية، وبما تكتسيه من أهمية وحيوية في جميع الميادين، وهو ما يشكل نموذجا لشراكة أورومتوسطية مثمرة ومتعددة الأبعاد". وقالت: "إن الرئيس ساركوزي جدد دعم فرنسا للجهود التي يبذلها المغرب من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي، في إطار الأممالمتحدة، للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية وان تسوية هذه القضية ستشكل عاملا حاسما في بروز مغرب عربي موحد ومندمج وفاعل أساسي في استتباب الأمن والاستقرار الإقليميين". وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن إلتزام حكومتها بتقديم دعمها الكامل لتعزيز الشراكة بين المغرب وأوروبا خاصة في إطار الوضع المتقدم مع الاتحاد الأوروبي ونوهت بالانخراط القوي والحيوي للمغرب في جهود إقامة الاتحاد من أجل المتوسط، معربة عن اقتناعها بأن هذا الاتحاد يتوفر على كل المؤهلات الاستراتيجية والعملية لبناء نظام إقليمي متجدد كفيل بخلق دينامية تشاركية طموحة. وفي لقائه مع بان كي مون الامين العام للامم المتحدة أكد الملك محمد السادس دعم المغرب الثابت لجهود الأمين العام من أجل تعزيز عمل المنظمة وتنويع أجندتها وانخراطها القوي في تدبير مختلف القضايا في شموليتها وجدد التزام المغرب بالتعاون مع المنظمة الدولية من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي للنزاع الصحراوي. وذكر بالجهود الملموسة التي بذلتها بلاده من أجل إخراج الملف من المأزق، ولا سيما من خلال تقديم مبادرة للحكم الذاتي للصحراويين تحت السيادة المغربية التي تقطع مع المساعي المتجاوزة وخاصة تلك المتعلقة باستفتاء ذي خيارات متعددة، والذي برهنت الوقائع على عدم قابليته للتطبيق ويشكل مصدرا للتوتر وعدم الاستقرار. وأضاف جلالة الملك أن المفاوضات السياسية يجب أن تتواصل على قاعدة حسن النية والتحلي بالواقعية وروح التوافق بعيدا عن أي مزايدات أو توظيف مغرض لقضايا هامشية، تفضلها الأطراف الأخرى المتمسكة بالجمود والعرقلة.