جلالة الملك يلتقي برئيس الحكومة الإسبانية لإعادة الدفء إلى العلاقات بين البلدين أكد جلالة الملك محمد السادس أن الالتزام السياسي الثابت من قبل جميع الدول، واعتماد شراكة عالمية واسعة ومضبوطة، مدعومة بجدولة زمنية دقيقة لتفعيلها، يعدان خير ضمان لتحقيق أهداف الألفية للتنمية. ودعا جلالة الملك، في خطاب ألقاه أول أمس الاثنين، خلال قمة أهداف الألفية للتنمية المنعقدة بنيويورك، إلى الانخراط في تفكير استشرافي، وعمل استباقي، لما بعد سنة 2015، موضحا أن السبيل إلى ذلك يكمن في العمل الجماعي الهادف لتوطيد نموذج تنموي بشري ومستدام، تضامني ومتناسق، وذلك في نطاق حكامة عالمية منصفة وناجعة. وقال جلالة الملك، بهذا الخصوص، إن المغرب، وانخراطا منه في تعزيز شراكة عالمية تضامنية, أطلق، منذ سنة 2005،المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي قطع، بفضلها، أشواطا متقدمة، لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية؛ خاصة ما يتعلق منها بمحاربة الفقر والهشاشة والإقصاء، وتحسين ظروف العيش بالعالمين الحضري والقروي، لاسيما بتعميم الاستفادة من الكهرباء والماء الصالح للشرب. وقد تميز اليوم الأول من قمة أهداف الألفية للتنمية، بأنشطة ملكية مكثفة، استهلت بلقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي نوه بالنتائج الطيبة وبالتقدم الملموس الذي حققه المغرب في إنجاز أهداف الألفية للتنمية. وجدد جلالة الملك، خلال هذا اللقاء، التزام المغرب بالتعاون مع الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، مذكرا بالجهود الملموسة التي بذلتها المملكة من أجل إخراج الملف من المأزق، ولاسيما من خلال تقديم المبادرة الجريئة والجوهرية للحكم الذاتي سنة 2007. وفي هذا الخصوص، جدد رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي، في لقائه بجلالة الملك بنيويورك، على هامش القمة أيضا، دعم فرنسا الثابت لمبادرة الحكم الذاتي من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي، في إطار الأممالمتحدة، للنزاع الإقليمي. وقد أشاد ساركوزي بالمستوى الممتاز للعلاقات المغربية الفرنسية، والعلاقات المغربية الأوروبية، وبما تكتسيه من أهمية وحيوية، بوأته، مرتبة الشريك المتميز بالضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي. وهو ما شددته عليه مستشارة الجمهورية الفدرالية الألمانية أنجيلا ميركل، في اللقاء الذي جمعها بجلالة الملك، والذي أعربت خلاله عن التزام حكومتها بتقديم دعمها الكامل لتعزيز الشراكة بين المغرب وأوروبا، خاصة في إطار الوضع المتقدم مع الاتحاد الأوروبي. وكما كان منتظرا، أجرى جلالة الملك محمد السادس، مباحثات مع رئيس الحكومة الإسبانية خوصي لويس رودريغيث ثاباتيرو. وهي مباحثات وصفتها الصحافة الإسبانية ب»المحطة الهامة الكفيلة بتجاوز التوتر الذي يطبع العلاقات بين البلدين خلال الشهور الأخيرة»، والذي بلغ أوجه، خلال الشهرين الماضيين، بسبب الأحداث التي جرت في معبر مليلية المحتلة. وخلال هذا اللقاء، جدد جلالة الملك تشبث المغرب بتطوير العلاقات المغربية الإسبانية، في إطار جو من الطمأنينة والتعاون والاحترام المتبادل. وأشار جلالته إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا إيجابيا في الميادين السياسية والاقتصادية والأمنية. ومن جهته، نوه رئيس الحكومة الإسبانية تنويها خاصا بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قام بها المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس. وجدد دعم إسبانيا لتعزيز شراكة متعددة الأبعاد بين المغرب والاتحاد الأوروبي في إطار «الوضع المتقدم». كما أشاد رئيس الحكومة الإسبانية بالدور البناء للمغرب في بروز فضاء أورو متوسطي ينعم بالسلم والاستقرار والتنمية والرخاء ويتميز بمبادلات إنسانية وثقافية. واتفق الطرفان على القطاعات ومشاريع الشراكة التي ينبغي تطويرها سويا، خلال الأشهر القادمة، ولا سيما في مجالي الاقتصاد والاستثمارات.