لقد تعرض قطاع الدواجن في المدة الأخيرة لخسائر فادحة بسبب نفوق أعداد هائلة من رؤوس الدجاج الحي في مختلف وحدات الإنتاج والضيعات على الصعيد الوطني، بسب ارتفاع درجة الحرارة إلى أعلى نسب لها ، وهي الموجة التي مست بالدرجة الأولى صنف الدجاج الجاهز للذبح بعد اكتمال نموه . ففضلا عما يطرحه المشكل من ارتفاع الأسعار بسبب افتعال قلة العرض، فإنه من جهة أخرى طرح مشكلا عويصا فيا يخص كيفية التخلص مخلفات الدجاج النافق، حيث لجأ البعض إلى طرحها بكيفية عشوائية وسط الأودية والغابات أو الحفر غير الملائمة، دون القيام بعملية الحرق والإتلاف وفق المعايير المنصوص عليها قانونا . ففي غياب التصريح بالخسائر الحقيقية التي تكبدها المربون من حيث العدد، ومن حيث القيمة المالية للمنتوج الضائع ، ظل مصير الدجاج النافق مجهولا في غياب الراقبة الميدانية، فهل كان يتم التخلص منه نهائيا وطرحه في المزابل من أجل منع طرحه للبيع عن طريق التحايل، أم أن الأمر يتوقف على مدى حضور الضمير الأخلاقي والمهني لدى كل المربين ، وهو ما يطرح علامة استفهام حول كميات من الدجاج المذبوح والمقطع الذي تواجد بوفرة خلال هذه المدة، والذي يتم عرضه في الأسواق ونقط البيع دون توفر طابع الإثبات الصحي، وفي وضعيات مزرية تغيب عنها شروط السلامة الصحية والجودة ، حيث أن القوانين المنظمة للقطاع(منها القانون 49-99) تفرض تعبئة الدجاج المذبوح داخل درجة مئوية من الحرارة لا تقل عن ثلاث درجات، ابتداء من المجازر، وسيارات النقل، إلى مكان العرض داخل الأسواق، وهو عكس ما يتم إنجازه على أرض الواقع، إذ يتم العرض في معظم الحالات وفي مختلف النقط داخل درجة الحرارة العادية التي تتغير كل يوم، والتي والتي تجاوزت خلال الصيف 40 درجة . إن التخلص من بقايا الدجاج النافق بكيفية عشوائية عن طريق جمعه في الأكياس وطرحه في الطرقات والأودية والغابات، بمنطقة الدعيدعات ، وبوبانة، ومناطق أخرى جعل منه أدة استقطاب قوي للكلاب الضالة التي انتشرت في هذه المناطق بشكل مريع، وكذلك الخنزيرالبري الذي يقوم بالزيارت المكثفة إلى المنطق السكنية بحثا عن الفريسة ، فتكون النتيجة هي بعثرة ريش الدجاج ودمه وبقاياه داخل المحيط الذي أصبح مشبعا بالروائح الكريهة وكل مظاهر التلوث . كما أن بعض المربين يقومون بكيفية عشوائية بطمر الجثث تحت التراب، مما يشكل خطرا على الفرشة المائية جراء تسرب الإفرازات والسوائل السامة والملوثة، وخصوصا في منطقة الدعيدعات والغابة الدبلواسية، حيث تتواجد فرشة الخزان المائي لبحيرة شرف العقاب التي تزود طنجة بالماء. فهل قامت الجهات المسؤولة باتخاذ التدابيراللازمة في هذه الظروف، وإخضاع عملية تدبير قطاع تربية الدواجن للمقتضيات القانونية التي تفرض اتخاذ كل التدابيرالوقائية لتوفيرالمنتوج الجيد السليم من الأخطار، وتلافي انتشار الأمراض المعدية، وتزايد الأخطار الصحية الملوثة للبيئة؟