كشفت مصادر جد مطلعة ل-مرايا بريس- ولأول مرة على مستوى الإعلام المغربي أن السر الوحيد الذي ظل طي الكتمان بخصوص استقالة فؤاد عالي الهمة من وزارة الداخلية، هو بسبب الأمير مولاي هشام وليس أي شيء آخر، من قبيل مواجهته للإسلاميين أو إثارة نقاش سياسي في البلاد أو أي تكهنات أخرى وأن الطعم الخطير الذي بلعه الجميع هو تصريحه الشهير مباشرة على القناة الثانية كونه دخل الإنتخابات لمواجهة إسلاميي العدالة والتنمية لتمويه الجميع عن السبب الحقيقي وراء مغادرته سراديب الداخلية. وقالت مصادرنا أن الهمة تنحى عن منصبه في وزارة الداخلية ،بُعيد اتهامه هو والعنيكري بشكل مباشر من طرف الأمير مولاي هشام بتدبير محاولة اغتياله،وقال مصدر مقرب جدا من الهمة،إن هذا الأخير أقسم بابنه البكر أمام مقربين من الأمير هشام في جلسة لتوضيح الأمور بفيلا الهمة الموجودة بضواحي مدينة الرباط،وأكد أن لا علاقة له بما قيل حول محاولة الإغتيال تلك،وأنه -تؤكد المصادر-حينما لم ير الإطمئنان الكافي في عيون مبعوثي الأمير حينها، إختار الهمة تقديم استقالته من وزارة الداخلية والترشح في انتخابات 2007 والتي حظي فيها بالدعم المطلق للإدارة وبأوامر جهات عليا،وأكدت المصادر أن مسؤولين مغاربة حضروا في جلسة مع الفرنسيين وقالوا ما يلي-إذا استمر الأمير في التشويش فسيلقى مصير المهدي بن بركة-وأضاف المصدر ذاته أن الفرنسيين أخذوا التهديد على محمل الجد وتم تنبيه المسؤولين المغاربة وألحوا على مستشار ملكي أن يوصل الرسالة للملك مفادها -أن فرنسا لن تتسامح مع أي عمل من هذا النوع وستكون عواقبه وخيمة جدا وقتها خصصت فرنسا للأمير الأحمر حراسة خاصة من بعيد رغم أن الأمير كان يرفض بشكل مستمر هذه الحراسة-وقالت مصادرنا إن الملك والهمة ناقشا موضوع الإستقالة وجها لوجه وفي سرية تامة،قبل أن يقنع الهمة، الملك محمد السادس بأنه لا يرغب في أن يكون موضوع خلاف بين الملك وأفراد عائلته،وأكدت ذات المصادر أن الملك إقترح على الهمة عدة مناصب سامية بعيدا عن وزارة الداخلية،إلا أن الهمة تشبت بترشيح نفسه في الإنتخابات وأصر على ألا تكون له أي صلة لا من قريب ولا من بعيد بالإدارة، خصوصا في ظل توتر العلاقة بين الملك وابن عمه،رغم دخول الأميرة للامريم على الخط،محاولة ثنيه عن الإستقالة دون جدوى، ومن بين المناصب التي اقترحت على الهمة-قالت مصادرنا-أنها منصب وزير العدل ورئاسة أحد المجالس العليا، إلا أنه أصر على الترشح في الإنتخابات وعدم تحمل أي مسؤولية رسمية في جهاز السلطة على الأقل في الظروف الحالية، وأكدت مصادرنا أن الملك استجاب لطلب الهمة بصعوبة وأعرب له عن دعمه المطلق في أي خطوة يقدم عليها بما فيها تأسيس حزب سياسي على شاكلة -الفديك- وأن صداقتهما لن تتأثر أبدا، بل أصبحت أوثق من السابق، وأن الهمة تؤكد المصادر نفسها، يرافق الملك أينما حل وارتحل ، ويلعب دور المستشار السياسي الموثوق به من طرف الملك. وفي سياق ذي صلة أكد المصدر المقرب من الهمة أن الرجل غاضب من قيادة الأصالة والمعاصرة المحسوبة على تيار المشاركة في حكومة 2012، ويتزعم هذا التيار الشيخ بيد الله وبنعدي أغلبية أعضاء المكتب الوطني للحزب، وأن الهمة يقضي وقته في تسيير شركته المختصة في التواصل، ويقضي ما تبقى منه برفقة الملك في ضواحي الحسيمة، وأشارت ذات المصادر إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة بدون الهمة يساوي صفر، وأن قياديين ضغطوا في الأسابيع القليلة الماضية على الهمة من أجل العمل على المشاركة في التعديل الحكومي المرتقب خريف السنة المقبلة، وأن الهمة رفض بشدة تحول قياديي الأصالة والمعاصرة إلى -قرودا- على حد تعبير المصدر نفسه، يعارضون بشدة حكومة الفاسي وفي نفس الوقت يتسابقون على المشاركة فيها في آخر تعديل حكومي مرتقب وكأن أي شيء لم يكن، وأوضحت ذات المصادر إلى أن الأغلبية المطلقة من قياديي ومنخرطي الأصالة والمعاصرة يرفضون بشدة البقاء في المعارضة إلى غاية 2017، الشيء الذي يرفضه الهمة بشدة ولذلك -عاقبهم-بالتواري عن الأنظار حتى تنسحب هذه الأصوات من الحزب أو تنصاع -لأوامر- عالي الهمة، وهو ما تجلى بوضوح على الأصوات داخل الأصالة والمعاصرة التي اصبحت تطالب بخروج الهمة مما أسماه أحدهم ب -القمقم- الذي يختبئ فيه الهمة الذي ليس إلا شركته الخاصة ورحلات الملك الداخلية في شمال المملكة. المرايا بريس