سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لمرابط: في لقاءاتنا مع الأمير لم نكن نتحدث عن السردين والطماطم بطبيعة الحال كنا نتحدث عن المؤسسة الملكية عرض علي الأمير مساعدتي ماديا بعدما خرجت من السجن لكني رفضت
صُنفت مجلة «لوجورنال» خلال العشر سنوات الأولى من نشأتها في خانة الصحافة المستقلة، المدافعة عن التوجه الديمقراطي المناهض لكل ما هو مخزني في المغرب. كما لعبت أدوارا مهمة إبان بداية العهد الجديد. ومع صدور كتاب «محمد السادس : سوء الفهم الكبير»، لأحد مؤسسي المجلة، الصحافي علي عمار، تم الكشف عن أسرار ومناطق ظل كان يجتمع فيها مؤسسو المجلة مع رموز دار المخزن ورجالات العهد الجديد. «المساء» تكشف أسرارا تنشر لأول مرة، من خلال سلسلة من الحوارات مع فعاليات ساهمت في تأسيس التجربة، وتعيد تجميع عناصر القصة الكاملة لمجلة اسمها «لوجورنال». إليكم التفاصيل... - ما هي طبيعة العلاقة التي كانت تربطك بالأمير مولاي هشام عندما كنت تشتغل في «لوجورنال»؟ > شخصيا، لم يسبق لي أن زرت الأمير هشام في بيته، ولا أعرف مكان تواجد مكتبه. أول لقاء لي بالأمير كان بعد سنة 2001، بعد صدور أسبوعيتي «دومان ماغازين»، وكان ذلك عن طريق التهامي لكلاوي في بيت هذا الأخير أثناء وجبة عشاء بعدما طلب الأمير أن يتعرف علي. - إذن، كنت تعرف التهامي لكلاوي فيما قبل؟ > نعم، اشتغلنا معا في وزارة الخارجية كديبلوماسيين، وكنا نشتغل معا خلال سنة 1992 في مديرية أوربا أمريكا. كان يحكي لي عن صداقته مع الأمير. أنا لم أكن أبدا من أصدقاء الأمير هشام، وإن كانت تربطه، حسب علمي، علاقات صداقة ببعض الصحافيين المغاربة، من ضمنهم علي عمار، بوبكر الجامعي، الحسين المجذوبي، توفيق بوعشرين، وخالد الجامعي. أنا أكن كل التقدير للأمير هشام، فهو شخص ذكي وكفء. لكن في اعتقادي الخاص، فإن الأمير هشام ليس له أي صديق، لأني أظن أن جميع الأمراء، سواء كانوا علويين أو سعوديين، ليس لهم أصدقاء وأنهم يعتبرون أولئك مجرد «أنصار». في أحد الأيام شاهدت صورة لأحد الصحفيين يظهر فيها مرتديا سروالا قصيرا وحاملا بندقية على كتفه.. تلك الصورة كانت ملتقطة في ضيعة الأمير هشام بتارودانت. - معنى ذلك أن ضيعة الأمير كانت مكانا للاستجمام لعدد من الصحافيين؟ > نعم، لكن لا ينبغي لنا أن نسيء الفهم. من حق صحافيين أن يكونوا أصدقاء للأمير هشام. وأعتقد بالفعل أن هناك منهم من كان يبادل الأمير علاقات صداقة قوية، ولا أرى مانعا في ذلك. - هل صحيح ما يتم تداوله من كون الأمير مولاي هشام منح أموالا لصحافيين مغاربة؟ > هذا السؤال أجاب عنه الصحافي علي عمار مؤخرا في كتابه وفي بعض تصريحاته الصحفية. ما أعرفه هو أنه في أحد الأيام هاتفني التهامي الكلاوي وقال لي إن الأمير يريد لقائي، ثم استدعاني (الكلاوي) إلى منزله. ولما توجهت إلى منزل هذا الأخير، قدمني الأمير هشام إلى شخص بصفته المشرف على ضيعته بتارودانت، ثم قدم إلي مجموعة من الشيكات المالية تحمل اسمي شخصين اثنين، وقال لي: هذان صديقاي، ومن حقي أن أقرضهما مبالغ مالية، ثم أضاف أنه أقرضهما مبالغ مالية بشكل قانوني. لحظتها، توجهت إليه بالسؤال عن جدوى استدعائي، فرد علي بالقول إن فؤاد عالي الهمة، الرجل الثاني في وزارة الداخلية والديستي، قرر شن حملة إعلامية ضده بسبب الشيكات. فأجبته بالقول إن ذلك أمر يخصه هو وأصدقاءه، وإنني لا أعرف موقعي في كل هذه القضية. - أهذا كل ما في الأمر؟ > قمت بعدها بإعلام الشخصين الاثنين، اللذين كان اسماهما موجودين في الشيكات المالية للأمير هشام واللذين أعتبرهما صديقين لي أكثر من الأمير، بخصوص فحوى هذا اللقاء. أكرر مجددا أن مسألة الاقتراض المالي هي أمر جار به العمل بين الأصدقاء، لكن الذي بدا لي غريبا هو موقف الأمير هشام. - هل عرض عليك الأمير بدورك مساعدة مالية؟ > في اليوم الذي خرجت فيه من السجن، وكانت وضعيتي المالية جد صعبة، عرض علي الأمير مساعدة مالية، لكني رفضت العرض مقدما إليه الشكر على موقفه، واقترحت عليه أن يقدم المساعدة المالية، إذا ما كان يود فعلا تقديمها، إلى ثلاث منظمات حقوقية مغربية معروفة وأخرى عالمية، وأن يكشف عن ذلك علانية. أعتقد أنه لم يفعل ذلك أبدا لكون هذا النوع من الدعم لا يروق له. - إذن، هنا توقف إعجابك بالأمير مولاي هشام؟ > في عشاء جمعني، إلى جانب بوبكر الجامعي وعلي عمار، بالأمير هشام في بيت التهامي الكلاوي، وبينما نحن بصدد الحديث عن وفاة الحسن الثاني ذكرت أنه لم تتم، للأسف، محاسبة الحسن الثاني على التجاوزات التي ارتكبت في حق معارضيه، فأزعج ذلك بشدة كلا من زوجة أحد الحاضرين والأمير هشام. وبدا لي الأمير وكأنه يعتقد، في نفسه، أن باستطاعته انتقاد عمه الملك الحسن الثاني بينما الأمر محرم علينا، ظنا، في نفسه كذلك، أنه من طبقة النبلاء وأننا، نحن، مجرد رعية. كما انزعجت من موقف الأمير تجاه ما حصل للتهامي الكلاوي أثناء اشتغاله في وزارة الخارجية خلال فترة انتداب محمد بنعيسى. فعندما تم طرد الكلاوي من السلك الديبلوماسي بسبب صداقته مع الأمير هشام، لم يحاول هذا الأخير مساعدته، بل تخلى عنه بشكل مطلق وتركه يواجه مصيره لوحده. - هل كانت اللقاءات تتمحور بالأساس حول المؤسسة الملكية؟ > لم نكن نتحدث عن السردين والطماطم، بطبيعة الحال كنا نتحدث عن المؤسسة الملكية، بالإضافة إلى مناقشة المشهد السياسي المغربي والأحزاب السياسية، إلى غير ذلك من المواضيع. - هل، فعلا، كان يطمح إلى أن يصبح «خليفة مكان الخليفة» كما قال ذلك جمال براوي؟ > شخصيا، لم يثر هذا الطموح في أي لقاء جمعني به، لكن لكل شخص الحق في الحلم. انطباعي هو شأن خاص بي ولن أكشف لك عنه.