عن دار الكوكب، رياض الريس للكتب والنشر صدر للشاعر احمد قران الزهراني ديوان لا تجرح الماء، يضم القصائد التالية،"القصيدة"، "وشاية الغربة"، "لعلّ الوقت يمضي بعيدا"، "جسد"، "فصول"، "لا تجرح الماء"، "سفر البدء.. سفر الانتهاء"، "أبواب مشرعة للتأويل"، "تواشيح"، "صباحا.. بلا أسئلة"، "حمى النشوة"، "مرثية الجوع"، "حالة حب..."، "ابتهالات الضوء"، "عبث"، "أحجية الصمت"، "فنجان الرغبة"، "منتهى العشق"، "ضياء الروح"، "سنبلة"، ثم "ارتياب.. يرتّل الأسئلة". وللقصائد في هذا العالم الورقي رداء متنوع، وفصول لا تحويها اللغة، فصول تفوق الفصول، ولغة زاهدة في حمل المعنى، ومواضيع مستاقة من حياة قريبة منّا، قريبة فينا، تسكننا ونسكنها، مرّة بالوجع ومرّة بالحنين، ومرّات بالعبور الهادئ منها وفيها، هي حتما حياة نلهو بها ويوخزنا بردها وحرّها، يوخزنا فومها وعدسها وجوعها، .... هي حبر شاعرنا ومركز همومه، فهو يمشي عليها فاتحا ذاكرته لاستقطاب ما يحرك برد الكتابة لديه، فالقصيدة لدى الزهراني فضح للمخزون المتأنّي فينا، ومرآة تعكس بوضوح مفضوح حقائقنا الساكنة فينا...هي قطعا أداة ترقب المارين من حقولنا إلينا، من أرضنا إلى آلمنا، التاركين أثر خطاهم في شمسنا وفجرنا، إنه فعل الهم الانساني الساكن في ذاكرة البوح، الساكن في الحبر. وللفصول حضور متأني هنا ، من فصل التكوين إلى فصل الختام، هي تعاقب الزمن وتواتره هي الوقت حين يمضي وحين يجيء، حيث ينمو يزهر وينمحي، ومن بوتقة فيه يولد وقت آخر أو فصل آخر يأخذ نفس المساحة والعمر لكن برداء مخالف، ووجه مغاير، كما أن للاسفار حصة من الحضور الغياب، ولنقط الحذف بروز كأن الكتابة تحمل معنى وتضمر آخر تغري القارئ بالاشتراك فيه أو أن للبوح حدود . للمعنى هنا وجوه وبوابات تفضي إلى فضاءات وانزياحات لا قرار لها ولا حدود، وللاقتباس حق في الحضور، اقتباس من الشعر الغنائي، وللتأويل حدود مفتوحة ونوافذ مشرعة على المعاني الكثيرة. يقوق أ.دمصطفى الكيلاني:" الكتابة الشعرية لدى أحمد قيران الزهراني حال مرسلة من التوتر.... بمثل أجناسي يفتح الشعر على السرد، والمعقول على اللامعقول، كأن يفضي مشهد الواقع إلى ما وراء يشي بوجه آخر للواقع الذي يصاغ نصا، بل نصوصا تعيد تركيب الأحداث المعيشة."