تراجع اليورو الى ادنى مستوى له منذ اربع سنوات مقابل الدولار الاربعاء في اسواق اسيا واوروبا واميركا بعدما اثار تحرك المانيا لحظر بعض المضاربات في الاسواق مخاوف على المصارف الاوروبية على خلفية ازمة ديون متفاقمة. وقال محللون ان محاولة المانيا للحد من التقلبات في سعر اليورو من خلال فرض قيود جديدة على عمليات المضاربة القريبة الاجل كان لها مفعول عكسي اذ فاجأت الاسواق واثارت شكوكا ادت الى تراجع قيمة العملة الاوروبية الموحدة. وتراجعت اسهم البورصات الاسيوية ايضا مع انعكاس تدني اليورو على حركة التصدير الى الاتحاد الاوروبي واستمرت المخاوف بشأن ازمة ديون منطقة اليورو بالرغم من الجهود الاوروبية لاحتواء المشكلة من خلال اقرار خطة لانقاذ منطقة اليورو بلغت قيمتها 750 مليار يورو، في اعقاب اعتماد خطة لمساعدة اليونان بقيمة 110 مليار يورو. وقال جون كيرياكوبولوس من البنك الوطني الاسترالي في سيدني "ان القرار الالماني بمنع عمليات البيع القريبة الاجل اوحى بان واضعي السياسات قلقون للغاية حيال المخاطر المحدقة بمصارفهم جراء القروض الممنوحة لليونان". وتراجع اليورو الى ادنى مستوى له منذ اربع سنوات مسجلا 1,2144 دولار في طوكيو بالمقارنة مع 1,2162 دولار في نيويورك الثلاثاء، قبل ان يعود ويسجل ارتفاعا طفيفا الى 1,2210 دولار. وحظرت الهيئة الالمانية لضبط الاسواق المالية اعتبارا من منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء وحتى 31 اذار/مارس عمليات البيع المكشوفة التي تطاول القروض لدول منطقة اليورو، بالنسبة لبعض انواع سندات المقايضة الائتمانية (التي تغطي مخاطر الافلاس بالنسبة لبلد او لشركة) واسهم عشر مؤسسات مالية من مصارف وشركات تامين، وذلك بهدف الحد من المضاربات. وعمليات البيع المكشوفة تقضي بقيام العملاء في الاسواق ببيع اسهم لا يملكونها بعد على امل معاودة شرائها باسعار اكثر تدنيا وتحقيق ارباح. وبررت الهيئة في بيان قرارها ب"التقلبات الاستثنائية في سندات دول منطقة اليورو". غير ان جان لوي مورييه الخبير الاقتصادي لدى شركة اوريل رأى ان هذا الاعلان "جاء في وقت غير مناسب، وسط مناقشات جارية بين هيئات الضبط الاوروبية والحكومات والمفوضية الاوروبية، وقرار المانيا الاحادي لا يلقى استحسانا". وبالفعل دعت المفوضية الاوروبية الاربعاء الى التنسيق على المستوى الاوروبي. واذ اكد المفوض الاوروبي المكلف السوق الداخلية والخدمات المالية ميشال بارنييه انه "يفهم" المخاوف الالمانية في ظل اسواق مالية "متقلبة"، قال ان "هذه الاجراءات ستزداد فاعلية حين يتم تنسيقها على المستوى الاوروبي". واضاف "من المهم ان تتحرك الدول الاعضاء (في الاتحاد الاوروبي) معا وان نقر على وجه السرعة نظاما اوروبيا يسمح بتفادي عمليات التحكيم المتعلقة بالتنظيمات، والتشرذم سواء داخل الاتحاد الاوروبي او على الصعيد العالمي". وقال ميتول كوتيكا من مصرف كريدي اغريكول ان القرار الالماني اثار شكوكا بشأن مفعوله واحتمال ان تعتمد دول اوروبية اخرى اجراء مماثلا، كما بالنسبة لمجال تطبيقه وكيفية تعزيزه. واضاف "مرة جديدة اقرت دولة منفردة من منطقة اليورو اجراء احادي الجانب بدون اي تنسيق" مع الدول الاخرى. ونتيجة كل هذه الظروف، سجل تراجع في بورصات اسيا وصل الى 0,54% في طوكيو و1,83% في هونغ كونغ و1,42% في سنغافورة و0,80% في سيول عند الاغلاق، وذلك في اعقاب تراجع في وول ستريت بنسبة 1,08%. في المقابل، ارتفعت بورصة شنغهاي 1,08%. كذلك تراجعت جميع البورصات الاوروبية الكبرى الاربعاء ووصل التراجع الى 3,76% في بورصة اثينا فيما سجل التراجع حوالى 3% في باريس واكثر من 3% في ميلانو واكثر من 2% في لندن و3,84% في مدريد.