يستعد المكوك الاميركي ديسكوفري للاقلاع الاثنين باتجاه محطة الفضاء الدولية مع سبعة رواد بينهم ثلاث نساء احداهن يابانية واخرى معلمة سابقة في مدرسة ثانوية. وعند وصول الرواد الى المحطة الاربعاء كما هو متوقع سيكون في المدار اربع نساء وهو امر غير مسبوق. ووصلت الاميركية ترايسي كالدويل دايسون الاحد الى المحطة مع رائدين روسيين في مركبة سويوز الروسية. وقال مايك كاري احد المتحدثين باسم وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) "ما من مشكلة فنية وكل شيء جاهز للانطلاق". واضاف ان توقعات الاحوال الجوية مؤاتية بنسبة 80% والمخاوف الوحيدة تتأتى من الضباب الصباحي. وقد اوقظ افراد طاقم المكوك عند منتصف الليل. وبعد تناولهم الفطور وخضوهم لفحص طبي اخير ارتدوا بزات الفضاء البرتقالية اللون قبل ان يغادروا الجناح المخصص لهم باتجاه منصة الاطلاق التي تبعد حوالى عشرة كيلومترات وبدأوا الصعود الى المكوك عند الساعة السابعة بتوقيت غرينتش. وقبل عشر دقائق تقريبا من الاقلاع سيستشير مدير عملية الاطلاق مايك نيكولينكو المسؤولين عن العملية على الارض للتحقق مرة اخيرة من المعايير التقنية والاحوال الجوية لاعطاء الضوء الاخضر النهائي. وخلال المهمة التي تستمر 13 يوما سينقل المكوك وطاقمه ثمانية اطنان من المؤن والمعدات من بينها اسرة اضافية لنزلاء محطة الفضاء الدولية فضلا عن سبع خزائن مخصصة للتجارب العلمية في مجالات الطب والبيولوجيا والكيمياء والفيزياء والبيئة. ومن الاجهزة الاخرى التي سينقلها ديسكوفري ثلاجة اضافية لحفظ عينات الدم والبول واللعاب والنبات والجراثيم التي ستخضع لتجارب في انعدام الجاذبية ومن ثم سنتقل الى الارض لتحليلها. وسيسلم المكوك كذلك جهاز تمرين يسمح بقياس قوة العضلات. وتؤدي الاقامة لفترة طويلة في الفضاء الى ضمور العضلات مما يرغم رواد الفضاء على ممارسة التمارين بانتظام. وتنقل كل هذه المعدات في القمرة المضغوطة "ليوناردو" التي بنتها ايطاليا والملتحمة بالمكوك. وبعد التحام ديسكوفري بالمحطة ستفصل القمرة ليوناردو بواسطة ذراع المحطة الالية لتلتحم بها على ان يتم افراغ التجهيزات التي تحملها. وتتتضن مهمة ديسكوفري ثلاث عمليات خروج الى الفضاء من ست ساعات ونصف الساعة يجريها فريق رواد من ديسكوفري في الايام الخامس والسابع والتاسع من الرحلة. ومن المهمات الرئيسية في عمليات السير في الفضاء هذه واكثرها تعقيدا، استبدال حزان الامونياك الفارغ المربوط بالمحطة من الخارج، بخزان جديد مليء. ويستخدم الامونياك في نظام تبريد المحطة المدارية. وبعد هذه الرحلة وهي الثانية لمكوك اميركي هذه السنة، لن يبقى سوى ثلاث رحلات مبرمجة قبل سحب المكوكات الاميركية الثلاثة من الخدمة بعدما استخدمت على مدى ثلاثة عقود. واطلق اول مكوك في نيسان/ابريل 1981. والان وبعد الانتهاء تقريبا من بناء المحطة باتت وكالة الفضاء الاميركية تنقل قطع الغيار والتجهيزات الضرورية لصيانة المحطة فضلا عن المعدات المخصصة للتجارب العلمية في انعدام الجاذبية وفي الفضاء الخارجي. واعلن الرئيس الاميركي في شباط/فبراير في مشروع الميزانية للعام 2011 التمديد لمحطة الفضاء الدولية حتى العام 2020. ومحطة الفضاء الدولية مشروع تبلغ كلفته مئة مليار دولار بدأ العام 1998 وتشارك فيه 16 دولة وتموله الولاياتالمتحدة خصوصا. وبعد سحب المكوكات الاميركية من الخدمة ستعتمد الولاياتالمتحدة على مركبات سويوز الروسية لنقل روادها الى محطة الفضاء الدولية بانتظار ان تحل مكانها مركبات اميركية جديدة في حدود العام 2015. وكان الرئيس الاميركي قرر نهاية شباط/فبراير الغاء برنامج "كونستيليشن" الذي كان ينص على عودة الاميركيين الى القمر، ما اطاح ايضا بمشروع تطوير الصاروخ "اريس 1" الذي كان سيحل مكان المكوكات العام 2015، مع المركبة "اوريون". وينوي باراك اوباما بدل ذلك تشجيع القطاع الخاص على تطوير مركبات تقل رواد الناسا الى مدار منخفض بكلفة اقل. وقد اثار القرار المفاجئ بالغاء البرنامج من دون طرح بديل واضح، انتقادات في الكونغرس وفي صفوف الناسا. ويزور اوباما في 15 نيسان/ابريل مركز كينيدي الفضائي حيث سيعرض النهج الاميركي الجديد بشأن رحلات استكشاف الفضاء المأهولة.