كان جمهور عريض، أغلبه من التلاميذ، أمس الثلاثاء بالناظور على موعد مع رائد الفضاء السويدي كريستر فوغليسانغ (من بين رواد الفضاء الأكثر خبرة) الذي شاطرهم التجربة التي قضاها في الفضاء. ويندرج هذا اللقاء، الذي نظمته جمعية انفتاح من أجل العلم والمعرفة (الناظور) وجمعية المستقبل للعلم والمعرفة (وجدة) بدعم من وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الجهة الشرقية، في إطار الاحتفال بالسنة الدولية لعلم الفلك ( 2009).
وتتبع الحاضرون في هذا اللقاء مداخلة رائد الفضاء السويدي الذي يعمل بوكالة الفضاء الأوروبية، والتي تطرق فيها إلى اللحظات القوية التي ميزت رحلته العلمية الأخيرة إلى جانب سبعة من رواد الفضاء، ومن بينهم امرأة.
وحرص كريستر فوغليسانغ على أن يتقاسم مع جمهور الناظور عددا من التفاصيل حول رحلتيه إلى الفضاء في إطار البعثة الفضائية ديسكوفري إس تي إس- 128، وحول حياته على متن المحطة الفضائية الدولية وكذا المهام التي كان يتعين القيام بها خلال هذه الرحلة العلمية.
وقامت البعثة الفضائية ديسكوفري إس تي إس- 128، التي شارك فيها فوغليسانغ مؤخرا، بمهمتها بنجاح وأبرزت دور أوروبا في الرحلات "المأهولة". وقد شكلت رحلة كريستر فوغليسانغ على متن ديسكوفري موضوع تغطية إعلامية غير مسبوقة بالسويد.
وخلال رحلتيه العلميتين، قام فوغليسانغ، بمساعدة الأمريكي جون داني أوليفاس، بوضع خزان جديد للأمونياك على العارضة المركزية الكبرى للمحطة الفضائية الدولية كما هيأ لوصول تجهيز جديد.
وقد انضم فوغليسانغ، وهو عالم فيزياء، في ماي 1992 إلى هيئة رواد الفضاء التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية بمركز رواد الفضاء الأوروبيين في كولونيا (ألمانيا).
وبعد أن تلقى تدريبات في روسيا والولايات المتحدة، حصل في أبريل 1998 على تأهيل اختصاصي مهمات وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وفي أكتوبر من السنة نفسها حاز على
شهادة روسية (قائد سويوز) مكنته من مزاولة مهام قائد على متن هذه المركبة الفضائية التي تضم ثلاثة أشخاص لدى عودتها إلى الأرض.
وكانت منظمة الأممالمتحدة ومنظمة (اليونيسكو) قد أعلنتا 2009 سنة دولية لعلم الفلك، استجابة لمقترح الاتحاد الدولي لعلم الفلك.
ويتمثل هدف السنة الدولية لعلم الفلك في مساعدة مواطني العالم على إعادة اكتشاف موقعهم في الكون من خلال مراقبة السماء ليلا ونهارا وتمكين كل فرد من الشعور بانبهار الاكتشاف، من منطلق أهمية إدراك كافة البشر لتأثير علم الفلك والعلوم الأساسية على حياتهم اليومية، ومن أجل استيعاب أفضل لمساهمة المعرفة العلمية في إرساء أسس مجتمع أكثر إنصافا وتوفيرا للراحة.
وتعتبر السنة الدولية لعلم الفلك 2009 احتفالا عالميا بعلم الفلك ومساهماته في المجتمع والثقافة، بمناسبة مرور 400 عام على استعمال غاليليو للتلسكوب ومرور 40 عاما على هبوط أول إنسان على سطح القمر.