تلعب الثقة والتعاون بين المؤسسة الأمنية ومؤسسات المجتمع المدني وفئات المجتمع دورا كبيرا في نشر الأمان والسلام والطمأنينة في المجتمع , فالمواطن ورجل الأمن ركيزتان أساسيتان في أي مجتمع , وإذا انعدمت الثقة بينهما ساد الاضطراب والتوتر في أي دولة, فالأمن يمثل القاعدة والأساس للنهوض والتقدم والازدهار في الدولة , وفي مدينة الخميسات القريبة من الرباط العاصمة ركزت المديرية الإقليمية للأمن على تعزيز الثقة بين المواطن ورجل الأمن وعملت على مد جسور الثقة والتعاون بين هاتين الركيزتين ، حيث تمكن محمد النجاعي رئيس الشرطة القضائية من نسج علاقات واسعة النطاق مع مختلف الشرائح الاجتماعية وذلك لهدف واحد هو الحد من الجريمة والوصول إلى مرتكبيها إذا قدر الله , وهذا التصور هو الذي سعت إليه المديرية العامة للأمن الوطني سعيا إلى تنفيذ سياسة القرب أو بطريقة أخرى الشراكة المجتمعية الفعلية بين أجهزة الشرطة والمجتمع من خلال التواصل والمشاركة مع جميع فئات المجتمع المحلي والتعرف على الاحتياجات الأمنية للوصول إلى جهود موحدة في سبيل تنمية الحس الأمني للوقاية من الجريمة ومكافحتها لضمان أعلى درجات الطمأنينة والثقة ضمن خدمات مطورة وذات جودة تعتمد على حسن التواصل والتفاعل مع المواطنين . ولم تعد الأجهزة الأمنية في رأي محمد النجاعي رئيس الشرطة القضائية بالمديرية الإقليمية للأمن الوطني بالخميسات وحدها هي المسئولة عن الحفاظ على أمن ومكتسبات الدولة، وإن كان يقع عليها الجزء الأكبر ' فالمسؤولية الأمنية مشتركة حيث كانت الواجبات الأساسية للمؤسسات الأمنية هي منع الجريمة قبل وقوعها، ومكافحتها، والكشف عنها، والقبض على مرتكبيها، والمحافظة على الأمن العام، وحماية الأرواح والممتلكات، والإشراف على تنفيذ قوانين الدولة ولكن كل تلك المسؤوليات لا تصل بالأمن إلى ما هو مطلوب من دون مشاركات من المؤسسات الاجتماعية وتوعية المجتمع بأسره فطالما أن المؤسسات الأمنية مسئولة عن أمن المجتمع وطمأنينته، فإن ذلك يلزم وجود علاقة قوية بينها وبين أفراد المجتمع . فإذا كان رجل الأمن يسعى لتحقيق السلم الاجتماعي فالمواطن يعتبر خط الدفاع الأول لكشف الجريمة , كما أن منع وقوعها ليست مهمة رجال الأمن وحدهم بل إن المواطنين والمقيمين أنفسهم يقع على عواتقهم المشاركة في هذا الأمر ومن أهم ما يقوم به المواطنون الإبلاغ عن الجرائم وذلك يساعد على كشف تلك الجرائم ويسهل القبض على مرتكبيها لمعاقبتهم , فحينما نجد مثلا رئيس مجموعة الصقور للدراجين (م.ق ) سبق له أن تعرض لهجوم شنيع من طرف عصابة بحي الكماندار إنتقل على إثرها إلى المستشفى الإقليمي يمكن لنا أن نقول أن رجل الأمن بالخميسات يصنع يوميا الحدث ولكن دائما بتنسيق مع مخبرين مواطنين أوفياء لخدمة هذا الوطن لأن السياسة التي ينتهجونها رؤساءهم مع المواطنين هي التي أثرت بشكل إيجابي على هذه الشريحة بشكل خاص , فدور المواطن مهم في تكملة دور رجل الأمن لذلك لا بد من إيجاد منظومة متكاملة من التعاون من خلال تعزيز معاني القيم الإنسانية بين أفراد المجتمع وتنمية الإحساس لدى المواطنين بأنهم جميعا رجال أمن يشاركون في حفظ الأمن , فحينما نجد رئيس فرقة الشرطة القضائية مثلا قد نسج علاقات واسعة النطاق فهذا يرجع بنا إلى البيت الشعري ( إذا رأيت أنياب الليث بارزة + فلا تضن أن الليث يبتسم ) فالكل يقوم بعمله كما يرام , ورغم العلاقات وتبادل التهاني والتحيات في المناسبات والأعياد , يبقى الويل لمن سولت له نفسه التطاول على ملك الغير لأن الشرطة القضائية في شخص محمد النجاعي لا تعترف بالصداقة ولا تغويها الهدايا ولكن بالكد والجد صقلت صورتها وهذه هي الديمقراطية التي نادي بها خير البشرية حين قال ( فالويل لفاطمة بنت محمد لو سرقت لقطعت يدها ) .