الصداقة مهمة جداً في حياة كل شريكين حيث يحتاج كل طرف إلى صديق في الحياة لكي يبوح له بكل أسراره وأتراحه وأفراحه دون أن يخجل منه ، والمرأة أشد احتياجاً من الرجل لوجود صديقة بجانبها تصارحها وتشكي لها كل همومها ، خاصة وأنها كانت تحلم قبل الزواج بأن يكون زوجها هو الصديق المفضل والمقرب لها ، ولكن تصطدم بالواقع المر الذي يفسد كل الطرق التي تساعدها على إقامة صداقة مع شريك حياتها . ومن هنا تبحث الزوجة عن صديقة حقيقية تعوضها عن ما فقدته في حياتها الزوجية ، وقد أكد فريق من علماء النفس بلندن علي أهمية الصداقة خاصة في حياة المرأة ولكن الفريق أشار إلي أن الصداقة يجب ألا تؤثر علي الحياة الزوجية ، لأن هناك كثيراً من الأزواج يرفضون أن يكون في حياة شريكة العمر صداقات وأكثرهم لا يقبل هذه النوعية من العلاقات باعتبارها أقوي من الرباط الزوجي ، مما يؤدي إلي مشاحنات ومصادمات يومية بينهما بسبب الأصدقاء فالبعض يشعر بالضيق إذا وجد زوجته تتحدث في التليفون مع إحدى صديقاتها ، كما أن الزوجة تقلق إذا خرج زوجها مع صديق قديم وقضي معه أوقاتاً طويلة. ويؤكد العلماء ، حسب ما ورد بجريدة " الجمهورية " أن كل هذه الأسباب واهية والسبب الحقيقي أن كلاً من الزوجين فشلا في إقامة صداقة مع شريك عمره رغم أن كلاً منهما يحلم بأن يكون شريكه هو صديقه الوحيد الحنون والذي يستمع إلي مشاكله ويشاركه متاعبه إلا أن ظروف الحياة وطبيعة الزواج قد لا تسمح بهذه المساحة من الصداقة. لذلك فإن كلاً منهما يبحث عن صديق خارج البيت وعلي الطرف الثاني أن يتفهم ضرورة وجود صديق آخر في حياة شريكه بشرط ألا تؤثر هذه الصداقة علي العلاقة الزوجية فإن الاحترام والصدق والثقة المتبادلة بين الأزواج ليست كافية لنجاح علاقة الصداقة بينهما فهناك دائماً أشياء نحتاج فيها لصديق ورأي آخر حقيقي غير مزيف أو مجامل وكلما تقدمنا في العمر تسقط من بين أيدينا علاقات كنا نظن أنها صداقة ، لكن الواقع أنها كانت علاقات ترتدي ثوب المصلحة ولذلك فإذا عثر أي أحد منا علي صديق حقيقي عليه أن يتشبث به ولا يفرط فيه أبداً ويحاول أن يحافظ عليه لأن الصداقة جزء من حياتنا النفسية التي نحتاج إليها في زمن صعب لا يجد فيه الشخص وقتاً يجلس فيه مع نفسه دون أن يشعر شريك الحياة بأنه في المرتبة الثانية . خطر على حياتك الزوجية
وقبل أن تكون هذه الصداقة عائق في الحياة الزوجية يجب على كل زوجين أن يفصلا بين أساسيات الصداقة وموازينها في العلاقة الزوجية حتي لا تكون الصداقة بالفعل خطراً علي الحياة الزوجية ، فالدراسة الانجليزية تشير إلي أنه يجب التأكد من إخلاص الصديقة للزوجة أو إخلاص الصديق للزوج ، فلا يجب أن تختلط الأمور في الصداقة وتتجاوز الخط الأحمر حتى تكون الصداقة في حياة الزوجين سنداً قوياً وليست مجالاً لفشل الحياة الزوجية. لذا ينصح الخبراء بضرورة الابتعاد عن البوح بالأسرار الزوجية أو تفاصيل الحياة كلها مع الصديق وضرورة الحفاظ على بعض الخصوصيات بينكم حتي لا تعطي مثلا الحق لصديقتك في التدخل في جميع شؤونك الزوجية . وذلك لأن هذا التدخل قد يعطيها الحق في التقرب من زوجك أو العكس ومن هنا ينشأ الخطر وقد تكون الصداقة هنا بمثابة النار التي تلهب علاقتك بزوجك وتعجل بإنهاء علاقتك به . دعمي صداقتك بزوجك
ولأن الصداقة هي أساس معرفة الآخر واللجوء إليه في أوقات معينة ، فيمكنكِ عزيزتي أن تفوزي بقلب زوجك وبعقله والاعتماد علي مشورته ونصيحته وتبادل الهموم اليومية معه ، وإجباره على أن يسمعكِ بطرق ذكية وأن تفكري أمامه بصوت عال ، وتتحدثي معه عن عملك وطموحاتك وأن تعيشي معه بوجدانك في أجواء عمله وعلاقاته مع زملائه ومشاكله. ولنجاحك في هذه العلاقة يقدم لكِ خبراء علم النفس بعض الخطوات المهمة التي يمكنك بها إعادة توازن العلاقة بينك وبين زوجك : - استمعي جيداً لزوجك ، لأن الرجل بطبيعته يحب الحديث عن مشاعره ومخاوفه لمن يجيد الاستماع أكثر من الحديث. - اكسبي ثقته فى البداية وتفهمي طبيعته من كل النواحي، إذا كان خجولا أو اجتماعيا أو يتمتع بالذكاء أو يمل من المسؤولية وذلك حتى تستطيعي التعامل معه بفهم. - احرصي دائماً على أن تكوني هادئة ، لأنها من أكثر الصفات التي يحبها الزوج في زوجته عندما يكون مشغولا أو متضايقا من شيء ما، فهذا يمنحه الراحة، أي لا تضغطي عليه بالحديث أو تكثري من السؤال: ماذا بك ماذا حدث؟ - هيئي جواً مناسباً قبل أن تنفردي بزوجك ولا تكثري من الحديث عن هموم البيت والأولاد، إنما أعطيه الوقت الكافي أن يخرج ما بداخله أو ما يخفيه عنك. - شاركيه القرار عن طريق جعله يفكر معك بصوت عال، وأعطيه المشورة المناسبة بقدر الإمكان ، وإن كان القرار ضد رأيك فيجب أن توافقي عليه في البداية ثم ناقشيه بحكمة وعقلانية محاولة إظهار الأخطاء التي يجب تلافيها. وإليكِ هذه الوصايا الخمس من كتاب " المفاتيح السرية للزواج الناجح " للكاتب الدكتور غاري سمولي التي تستطيعين من خلالهما أن تحقيقين الصداقة الناجحة مع زوجك : تبادُل الخِبْرات : أشارت نتائج الدراسات الأسرية الاجتماعية إلى أن العائلات والأسر التي تربطها علاقات داخلية جيدة مع بقية أفراد العائلات التي تربطها بهم صلة قرابة ، هي العائلات التي يهتم فيها الزوجان بفكرة المشاركة والتعاون في تسيير أمور الحياة معاً، بالرغم من وجود بعض الاختلافات ذات الصلة بالميول والاهتمامات الشخصية .
مجابهة المشاكل معاً : لا يوجد شخص على وجه هذه الأرض يسعى لحياة مليئة بالمشاكل والمُنَغّصات، لكن في حال طرقت تلك المشاكل باب أحدنا، فبالإمكان استغلالها لصالح الزواج وتقوية العلاقة الزوجية، وذلك من خلال وقوف الزوجين معًا كشخص واحد في وجه تلك المشاكل، وعملهما كفريق واحد لحلها . اتخاذ القرارات المصيرية معاً : يجب أن يتعاهد الزوجان على عدم اتخاذ أي قرار من شأنه أن يؤثر على حياتهما دون لجوء كل منهما للآخر، إلا باتفاق الطرفين ، ويرى الخبراء أن لهذا الأمر تأثيراً هاماً على صرح الزواج، حيث أن التزامهما باتخاذ القرارات الهامة معا سيفتح أمامهما فرصاً للتواصل على مستوى أعمق، وسيساعدهما على أن يفهم كل منهما وجهة نظر الآخر، واكتشاف الطريقة التي يفكر بها . حِسّ الفكاهة :لابد من إضافة قدر من المرح إلى الحياة الزوجية، وذلك لإبعاد الروتين الممل، والجمود الذي قد يسود العلاقة بين الزوجين . فهم شخصية الشريك : تختلف طبائع الناس وشخصياتهم، وكل شخص يختلف عن الآخر في الشخصية، وطريقة التفكير ، وقد يحدث أن يرتبط اثنان مختلفان في الشخصية، ومن بيئتين لا تتشابهان في شيء، مما يخلق نوعاً من الصعوبة في أن يفهم كل منهما الآخر وأن يعرف طريقة تفكيره ، لذا ، كان من اللازم التعرف على شخصية الطرف الآخر، واكتشاف نقاط الاختلاف لتحديد الطريقة الأمثل التي يمكنهما بها العمل على نقاط الضعف والقوة في شخصية كل من الطرفين . ومن البديهي أن علاقة الصداقة الحميمة بين الزوجين لا تأتي عفوياً وبصورة تلقائية لمجرد أنهما يعيشان تحت سقف واحد ، ولابد من أن يتعلم الزوجان كيفية الموازنة بين نقاط الضعف والأخطاء اليومية المرتكبة من قِبَل شريك الحياة ولتكوين علاقة صداقة حميمة مع شريك الحياة تتطلب الصبر، التفهم، المثابرة، وقبل كل هذا الحب الصادق .