اوقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس الاحد مدير مكتبه الذي تلاحقه مزاعم فساد، وقرر تشكيل لجنة للتحقيق في اتهامات بالفساد المالي والاخلاقي فجرها ضابط سابق بالمخابرات الفلسطينية وتطال مسؤولين كبارا في السلطة الفلسطينية. ونشرت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية 'وفا' الاحد قرار عباس تشكيل 'لجنة تحقيق في قضية الدكتور رفيق الحسيني، برئاسة امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، الاخ ابو ماهر غنيم، وعضوية عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الاحمد، ورفيق النتشة'. الا ان شبانة شكك في تصريح اصدره امس وحصلت 'القدس العربي' على نسخة منه، في جدية التحقيق وحياديته، معترضا على احد اعضائها. وطالب بضرورة ان يكون التحقيق نزيها. ومن جهته اكد عضو لجنة التحقيق رئيس المحكمة الحركية لحركة فتح رفيق النتشة ل'القدس العربي' الاحد بانه لا علم له بتشكيل لجنة التحقيق ومشاركته فيها. وقال النتشة ل'القدس العربي' في اتصال هاتفي 'لم يبلغني احد بتشكيل لجنة التحقيق ولا علم لي بها وانا الآن في عمان حيث اشارك في عزاء'، رافضا الادلاء بأي تصريح بشأن فضيحة الحسيني. وابدت وسائل الاعلام الرسمية الفلسطينية الاحد اهتماما بقرار عباس وقف الحسيني عن العمل بعد ان ظلت لعدة ايام تنشر فقط ردود الفعل الرسمية المشككة في صدق شريط الفيديو الذي بثته القناة العاشرة والذي ظهر فيه الحسيني برفقة سيدتين قبل ان يظهر عاريا في غرفة نوم. وحسب الوكالة الرسمية 'تقرر ان تقدم اللجنة نتيجة التحقيق بعد ثلاثة اسابيع من تاريخ اليوم'، مضيفة ان عباس قرر وقف الحسيني عن العمل اعتبارا من الاحد الى حين انتهاء لجنة التحقيق من عملها. ومن جهته اكد فهمي شبانة التميمي مدير امن جهاز المخابرات العامة الفلسطيني الذي كشف عن فضائح مالية وابتزاز جنسي تورط فيها بعض رجالات السلطة الفلسطينية انه ظل على رأس عمله حتى بداية شهر شباط (فبراير) الحالي، وان ما قاله الطيب عبد الرحيم وزير شؤون الرئاسة بأنه مفصول منذ عامين غير صحيح، واظهر وصلا باستلامه مرتبه. وقال التميمي الذي كان يتحدث الى قناة 'الحوار' في لندن عبر الاقمار الصناعية من القدسالمحتلة حيث يخضع للاقامة الجبرية، انه لجأ الى القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي لبث ما لديه من اشرطة ووثائق لان محطات تلفزة عربية رفضت التجاوب مع اتصالاته. وقال التميمي انه لجأ الى خبير عربي في القدسالمحتلة لتركيب الكاميرات في المنزل الذي كان يتواجد فيه الدكتور رفيق الحسيني مدير مكتب الرئيس محمود عباس، وكلفت عملية التسجيل الفي دولار سددها جهاز المخابرات. واضاف التميمي بأن الدكتور الحسيني تردد على المنزل نفسه ثلاث مرات تم خلالها تصويره وتسجيل احاديثه التي تطاول فيها على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والرئيس الحالي محمود عباس وآخرين وذلك في تبريره لوجود تواريخ متعددة على الشريط المسجل. وانهار باكيا عندما عرض عليه اللواء توفيق الطيراوي رئيس جهاز المخابرات ان يتم اعتقاله وسجنه من قبل السلطة وابلاغ الاسرائيليين بذلك حتى يتدخلوا ويطلقوا سراحه لانه يحمل هوية زرقاء باعتباره من سكان القدسالمحتلة، حيث تمنع الاتفاقات السلطة من اعتقال اي شخص يحمل الهوية الاسرائيلية. وقال انه رفض العرض لانه سيعني تلطيخ سمعته واتهامه بالتجسس لاسرائيل، واصر على موقفه في التصدي للفساد والفاسدين. وذكر التميمي انه حفر قبره مقدما منذ ان ابلغته احدى شقيقاته قبل اسبوع انها رأته في المنام يقتل 'شهيدا'. وهاجم الذين انتقدوه و'خوّنوه' بشدة وقال انه اذا لم تلب طلباته بفصل من ذكرهم بالاسم، خاصة الحسيني، سينشر وثائق مهمة في مطلع الشهر المقبل. وزعم التميمي في الحديث ان شقيق مسؤول في السلطة تورط في فساد يتعلق بشراء قطعة ارض على نهر الاردن، اذ اتضح، حسب زعمه، ان الشراء تم من شخص ميت، وان الاموال تم تبديدها ولم تحصل السلطة على الارض. ومن جهته اعلن رفيق الحسيني مساء الاحد وضع نفسه تحت تصرف عباس ولجنة التحقيق التي شكلت للتحقيق معه في قضية فساد وشريط فيديو ظهر فيه عاريا. وقال الحسيني في مؤتمر صحافي تلا خلاله بيانا دون الاستماع لاسئلة الصحافيين 'تعرضت لكمين نصب لي من عصابة مرتبطة بالمخابرات الاسرائيلية'. وكانت القناة العاشرة الاسرائيلية بثت شريطا للحسيني ظهر فيه عاريا، الا ان الحسيني قال في بيانه ان 'هذا الشريط عمره عام ونصف العام، وهو مدبلج'. وقال شبانة ان لديه أدلة على الفساد المالي لكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية التي تتلقى مئات الملايين من الدولارات من مانحين غربيين كل عام. وقال الطيب عبدالرحيم ان 'القناة العاشرة وبعض الصحف الاسرائيلية وبدعم من بعض الاوساط في الحكومة الاسرائيلية عادت لتجتر اكاذيب وقصصا باهتة على لسان ضابط صغير سابق في جهاز المخابرات الفلسطينية تمت اقالته منذ أكثر من عامين من موقعه بعد ان افتضح امره في التعامل مع الجانب الاسرائيلي وبعد ان قام بعدة تجاوزات ومخالفات تخل بالأمانة والشرف'.