بعد السلام و التحية تقبل مني سيدي الطوفان أسمى عبارات المحبة و المودة وأرقى معاني الود و الاحترام و الإجلال. سيدي الطوفان، أنا المتضرر من الفيضان أكتب لك هذه الرسالة لأعبر لك فيها عن إعجابي و احترامي الكبير جدا، فبعد تكرر زيارتك الموسمية لنا أصبحت معجبا بقدرتك التي منحها لك الإله، و أتوق و أتمنى أن أملك نصف أو ربع أو ثلث أو القليل من قدرتك، فأنت تزورنا و تحل بيننا بدون سابق إنذار، تغرق وتتلف أي شيء تريد، تغلق المدارس و توقف الدارسة، تغرق الشوارع و تشل المواصلات، تفضح المسوؤليين و المنتخبين، تعري عن بنياتنا التحتية المهترئة دون أن يوقفك أحد أو يقمعك. فأنت فعلا مثال يجب الإقتداء و العمل به، فأنت سيدي الطوفان هو من يستحق أن يكون ممثلا و ناطقا باسم الشعب المغبون، بدل أولئك الذي يشترون ذمم و أصوات المغفلين ليصلوا بها. لكن سيدي الطوفان أنا أود أن أطلب منك طلب، لعل طلبي يجد عندك آذان صاغية، لأن الآلاف من الطلبات قدمتها لم تجد من يستجيب لها. سيدي أنا المواطن المغلوب على أمره أناشدك و أطلب منك أن تغرق المسؤولين و الخونة و المتآمرين على هذا الوطن الحبيب، أن تخسف بهم و أن تجرهم إلى وادي لا يستطيعون الخروج منه. أناشدك بأن تسقي الحقول و البساتين و الضيعات، أن تعطف على الفقراء والمساكين ، أن تغرق فيلات المتخاذلين و أن تملئ السدود وتغرق القصور، أن تروي المزارع و تغرق مصانع الاستغلال، أن تكون رحيما بالفقراء و المشردين و المستضعفين، فنحن لا نملك سوى الدعاء و الأنين، بينما هم يملكون السجان و الحاكم، و عندهم لكل ثائر كمين. سيدي الطوفان أدعوك لزيارتنا و إغراق مديتنا التي لم يعد فيها ما يستحق العيش، فكل من فيها سئم الأنين و أضناه جرح السنين، فلم يعد فيها لا نبيل و لا أمين أرجوك أغرقها و امنح من بعدنا حياة أفضل مما عليه في هذا الحين. [email protected]