واصل المسؤولون الاسرائيليون الاربعاء قرع طبول الحرب من جديد على قطاع غزة حيث هدد نائب وزير الدفاع الاسرائيلي متان فلنائي بالتدخل عسكريا ضد حماس لمنعها من التزود بصواريخ بعيدة المدى على حد قوله.ونقلت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية عن فلنائي الاربعاء قوله 'ان الدوائر الامنية -في اسرائيل- تعد العدة من الناحيتين الهجومية والدفاعية للتعامل مع احتمال تزود حركة حماس بصواريخ بعيدة المدى'. وشدد فلنائي في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية الرسمية صباح الاربعاء على عدم التزام اسرائيل الصمت جراء مواصلة حماس التزود بالسلاح، مشيرا الى ان الحرب الاخيرة التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة الشتاء الماضي دفعت حماس الى تجنب خوض مواجهة اخرى الا انها تستعد على حد قوله لخوض مواجهة مستقبلية. وشدد على ان اسرائيل جاهزة اليوم اكثر من اي وقت مضى لخوض تلك المواجهة قائلا 'ان الجيش سيقوم بما يجب عمله للدفاع عن اسرائيل اذا اقتضت الضرورة ذلك وفقا للمعايير الاخلاقية التي يتبعها بغض النظر عن تقارير مختلفة مثل تقرير غولدستون' الذي يتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد اهالي قطاع غزة في الشتاء الماضي. وكان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي غابي اشكنازي اعرب عن اعتقاده ان المعركة المقبلة التي سيُضطر الجيش الاسرائيلي لخوضها ستكون ايضًا في قطاع غزة. وقال اشكنازي في كلمة القاها الثلاثاء في حفل تخريج دورة جديدة من ضباط الصف للقوات البرية ونقلتها الاذاعة الاسرائيلية 'ان الجيش سيعود لمواجهة منصات اطلاق القذائف الصاروخية في المناطق السكانية الاشد كثافة في المعمورة والقتال في القرى والمدن والمساجد والمشافي ورياض الاطفال والمدارس لان الاعداء يريدون فرض هذا الاسلوب من القتال على اسرائيل'. من جهتها حذرت فصائل المقاومة من ان اسرائيل تمهد لعدوان جديد على قطاع غزة وقال نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الاربعاء ان تصريحات اشكنازى بشان احتمالية شن حرب اسرائيلية قادمة على قطاع غزة ليست مفاجئة او مستغربة، موضحا ان اسرائيل لا تفكر الا في الحرب. وشدد عزام في تصريح نشرته 'وكالة قدس نت للانباء' على ان التصريحات التي يخرج بها المسؤولون الاسرائيليون بين الفينة والاخرى، يجب ان يقابلها اعادة الحسابات لدى الفلسطينيين، واعادة الوحدة الوطنية الى صفوفهم . وتابع قوله 'يفترض ان تدفعنا هذه التصريحات لترتيب اوضاعنا الداخلية، لمواجهة اي عدوان محتمل على قطاع غزة وابناء الشعب الفلسطيني'. وحول سؤال بشأن اذا ما كانت فصائل وقوى المقاومة الفلسطينية تاخذ هذه التصريحات على محمل الجد، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد: 'بالتأكيد يجب ان ياخذها الفلسطينيون بجدية، خاصة انها تصدر من قائد جيش الاحتلال الاسرائيلي، الامر الذي يتطلب اعداد العدة تحسبا من اي عدوان جديد'. من جهتها اكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ان التهديدات الاسرائيلية المتجددة والمتواصلة لقطاع غزة وللمقاومة لها العديد من الدلالات، اولها 'ان العدو يعيش حالة من التخبط والارتباك بعد انكشاف سوءته امام العالم ومن مؤسسات دولية لم يكن يتوقع العدو ان تدينه في يوم من الايام بالرغم من عدم قبول الحركة الكامل لما قررته هذه المؤسسات، وفي نفس هذا السياق يأتي اعلان العدو عن امتلاك القسام لصواريخ تضرب مدينة تل ابيب المحتلة. وثاني هذه الدلالات ان العدو يريد ان يظهر بمظهر المدافع عن النفس في محاولة لتضليل الراي العام الدولي بعد الفضيحة الاخلاقية والجريمة التي ارتكبها في حرب غزة، وثالثها ان العدو يعترف رسميا اليوم من خلال هذه التهديدات بان حربه على غزة مطلع العام قد فشلت فشلا ذريعا ولم تحقق اهدافها كما كان يروج القادة العسكريون والسياسيون منذ انتهاء الحرب'. واضاف ابو عبيدة الناطق الاعلامي باسم القسام في تصريح خاص لموقع القسام الموالي لحركة حماس الاربعاء 'ان كتائب القسام ومعها كل المقاومين الشرفاء تأخذ كل تهديد صهيوني على محمل الجد'، مؤكدا بان الاحتلال 'لن يجد منا اقل مما لاقاه في حربه الاخيرة بل اكثر، وليس لدينا سوى النار لنستقبل به العدو المتغطرس، ولن يجد في غزة سوى المقاومة'. وكان رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية عاموس يدلين اعلن الثلاثاء ان حركة حماس اجرت تجربة ناجحة لاطلاق صاروخ يصل مداه الى 60 كيلومترا باستطاعته الوصول الى تل ابيب في مركز الاراضي المحتلة عام 1948. وزعم يدلين خلال اجتماع للجنة الخارجية والامن في الكنيست ان صاروخ حماس الجديد يرجح ان يكون من صنع ايران. ومن جهتها قالت صحيفة 'يديعوت احرونوت' الاسرائيلية في عددها الصادر الاربعاء، :'ان القيادة الامنية في اسرائيل لا تسال اذا كانت ستقع مواجهة عسكرية اخرى مع قطاع غزة بل متى؟'. وبيّن اليكس فيشمان، محرر الشؤون العسكرية في الصحيفة انه 'يمكن الافتراض بأن المواجهة ستستانف بحجم واسع في اثناء كانون الثاني (يناير) القادم، مع ختام سنة على حملة 'الرصاص المسكوب'.