أعلنت القوات الإسرائيلية، أول أمس الأحد، إغلاق الضفة اعتباراً من منتصف، ليلة أمس الأحد، وحتى غد الثلاثاء، عشية عيد الفصح اليهودي. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الطوق الأمني سيحظر دخول الفلسطينيين إلى إسرائيل باستثناء الحالات الإنسانية وبإذن من دائرة التنسيق والارتباط. وفي السياق ذاته، رفعت حالة التأهب الأمني في القدس، حيث انتشر الآلاف من أفراد الشرطة الإسرائيلية التي فرضت إجراءات أمنية صارمة في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى. ويأتي التحرك الإسرائيلي بعد أسبوعين من خطوة مماثلة، أغلق خلالها الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية بصورة شاملة بعد إعلان حكومة تل أبيب لخطط بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدسالشرقية، التي فجرت أسوأ أزمة بين الدولة العبرية والولايات المتحدة. وشددت الإجراءات الأمنية حول المدينة القديمة في القدس، ومنعت الرجال ممن هم دون سن الخمسين من دخول المسجد الأقصى لأداء الصلوات، كما نشرت الآلاف من عناصرها على أبواب المسجد، وعلى جميع مداخل البلدة، بالإضافة إلى قوات أخرى انتشرت في أنحاء وأزقة المنطقة ووضعت الحواجز والمتاريس العسكرية. وعلى صعيد متصل، هدد وزير المالية الإسرائيلي، يوفال شتاينيتس، أمس الأحد، بأن إسرائيل قد تضطر إلى إعادة الاستيلاء على غزة والقضاء على "حماس" التي تسيطر على القطاع، إذا لم يكن أمامها أي خيار آخر. وأكد شتاينيتس في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية أنه لا يمكن لإسرائيل أن تسلم بتسلح حركة حماس بصواريخ بعيدة المدى. واعتبر المسؤول أن الضغط الأميركي على إسرائيل لن يجدي وأنه غير منصف إذ تقدمت إسرائيل ببادرتين كبيرتين لإثبات حسن نيتها تجاه الفلسطينيين الأولى: منح الفلسطينيين الفرصة لتحسين الاقتصاد الفلسطيني والثانية - تجميد البناء في المستوطنات. ولفت الوزير الإسرائيلي إلى ضرورة التوضيح للجانب الأميركي أن الشعور القائم في الشرق الأوسط حول تردي العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، لن يؤدي إلى تليين المواقف الفلسطينية بل إلى تصلبها أكثر. وتأزمت العلاقات بين واشنطن وتل أبيب على خلفية إعلان الأخيرة عن بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدسالشرقية، تزامناً مع أول زيارة قام بها نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الدولة العبرية، فيما وصفته وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، ب"الإهانة" للولايات المتحدة. إلا أن كلينتون عادت لتؤكد متانة الروابط مع الحليف الإسرائيلي. وأشارت تقارير إلى أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ترك رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للتشاور مع مستشاريه في البيت الأبيض بعد مباحثات بين الجانبين غدا الثلاثاء.