كانت الشوراع خالية الا من حركة السيارات التى بدت مجنونة في مسيرها وفي صباح باكر لم تغفو فيه عيوني عن التحديق في كل شيء يعترض طريقي، فاليوم ليس ككل الأيام وهو أول أيام العطالة والبحث عن الشغل والسخرية من جديد / من كل ماهو موجود في أجمل بلد في العالم بلد يذيقك العلقم ويجلدك من دون رحمة أو شفقة ويرميك في متاهات لا حصر لها، استمريت في المشي منكوس الرأس كأني شيخ هرم قذفه الزمن بلطمات متتالية ونكس علمه في انتظار زيارة عزرائيل المشؤومة . السكارى لم يعد لهم من أ ثر ربما لأن الأرض ابتلعتهم الى حين هبوط الليل بستاره الكثيف والمشردون كالعادة يفترشون الحدائق العامة وقد حولّها الي ملجأ رغم أنف السلطة، والتى غالبا ما تختزل في مخزني بئيس يستعرض عضلاته النحيلة أمام باعة خضار لا يملكون من مهرب ومفر غير الاختباء في الأزقة الى حين تلاشي طيفه في شاحنة أو سيارة كتب عليها حرف-ج- سميت في عرف المجتمع جاب الله. المتسولون كالعادة درك المجتمع الأسفل يستعدون لتشغيل حناجرهم التى لا تمل من الاستجداء وطلب المعونة حتى يخيل الي وكأنها مسرحية يلعب فيها المارة دور الكومبارس والمتسول دور النصاب في حلة تقطر نفاقا، أي قدر هذا الذي رماني الى هذا العالم العفن والى أجمل بلد في العالم لست أدري . اللعنة على هذا العالم القذر .... [email protected]