اكد الناطق باسم حركة حماس سامي ابو زهري ل'القدس العربي' الاربعاء بان الذي منع حركة حماس من التوقيع على ورقة المصالحة المصرية هو وجود بعض الاضافات في الورقة لم يجر بحثها مع الحركة، في حين تم اسقاط بعض النقاط التي كان قد اتفق عليها سابقا. وشدد ابو زهري على تمسك حماس بابرام اتفاق مصالحة فلسطيني ينهي الانقسام، مضيفا ل'القدس العربي': 'نحن متمسكون بابرام اتفاق مصالحة ولكن الذي يعطل ذلك هو ادراج بعض الاضافات في الورقة المصرية لم يجر بحثها معنا في اي وقت سابق، كما تم اسقاط بعض النقاط التي اتفقنا بشأنها سابقا'. وعند سؤاله عن تلك الاضافات والاسقاطات التي تتحدث عنها حماس ومطالبته بتوضيحها قال ابو زهري 'من المبكر الحديث عن التفاصيل، ونحن نفضل مناقشتها على طاولة الحوار'. وبشأن انتظار مصر موافقة حماس على ورقة المصالحة اوضح ابو زهري بان الحركة تحاول اجراء ترتيبات لارسال وفد منها للقاهرة للقاء المسؤولين المصريين، مضيفا 'نحن نريد ارسال وفد من الحركة ولكن المشكلة ليست من طرفنا'، في اشارة الى ان القاهرة ترفض استقبال وفد من حماس. وشدد ابو زهري في حديثه مع 'القدس العربي' بأن الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية بحاجة للتدقيق من قبل حركته وقال 'نحن بحاجة للتدقيق في الورقة المصرية قبل التوقيع عليها'، مشيرا الى ان حماس على استعداد للتوقيع على التفاهمات التي تم التوصل لها سابقا مع المصريين وحركة فتح. واضاف ابو زهري قائلا 'نحن ملتزمون بالتفاهمات مع المسؤولين المصريين ومع حركة فتح والتي توصلنا لها في جولات الحوار السابقة'. ونفى ابو زهري موافقة مجلس شورى الحركة في قطاع غزة على الورقة المصرية، معتبرا تلك الانباء تسريبات اعلامية 'تهدف لخلق المزيد من الارباك على الساحة الفلسطينية'. هذا وقالت مصادر فلسطينية الاربعاء ان حركة حماس في قطاع غزة قررت الموافقة على الورقة المصرية للمصالحة بصورة كاملة دون اي تعديلات وان رسالة بهذا المعنى اوصلتها الحركة بغزة الى قيادتها في الخارج. وقالت المصادر في تصريحات صحافية نقلتها وكالة 'سما' المحلية، إن حركة حماس في قطاع غزة تخشى من تدهور العلاقات بين مصر والحركة وتاثيراته السلبية على مجمل الموقف السياسي والحياتي على سكان غزة باعتبار مصر الرئة الرئيسية للقطاع. واضافت المصادر 'ان مجلس شورى الحركة قرر الموافقة على الورقة المصرية وان الكرة الآن اصبحت في ملعب قيادة حماس في الخارج لتقرير الموقف النهائي' موضحة ان 'حماس قررت استراتيجيا الذهاب الى المصالحة بغض النظر عن تأثيرات تقرير لجنة غولدستون والذي أزّم الاوضاع خلال الاسبوعين الماضيين'. وحول الانباء التي تتحدث عن اعتزام القاهرة دعوة وزراء الخارجية العرب لاجتماع طارئ لاطلاعهم على مصير جهود مصر لاتمام المصالحة الفلسطينية وتحميل حماس المسؤولية عن فشلها قال ابو زهري ل'القدس العربي' 'هذه تسريبات اعلامية، ولا يمكن للقاهرة ان تلجأ الى مثل تلك الاعمال كونها تحرص على تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية'. وفي ظل عدم موافقة حماس على ورقة المصالحة المصرية التي وافقت عليها حركة فتح هددت الاخيرة بأنها لن تنتظر طويلا قرار حماس الموافقة على الورقة المصرية. وأكدت مفوضية الاعلام والثقافة بحركة فتح الاربعاء على ان الحركة لن تنتظر طويلا قرارحركة حماس بشأن الموافقة على الورقة المصرية 'اذ يبدو جليا للشعب الفلسطيني ان قرار حماس لا يقوم على اساس المصلحة الفلسطينية بل لا زال هذا القرار رهينة الارتباك والاختلاف الذي تتصاعد وتيرته داخل حركة حماس يوما بعد يوم'. واعتبرت المفوضية في بيان صحافي 'أن تناقض تصريحات قادة حماس بشأن الوثيقة المصرية للمصالحة يدل على ارتباك قد يدفع حماس الى ما قاله الزهار قبل ايام من ان حماس ستوقع لكن لن تنفذ'. وأضافت 'ان من شأن هذه التناقضات والتعقيدات التي تكررها حركة حماس أن تؤدي الى نسف المصالحة التي ينتظرها الشعب الفلسطيني لا سيما أبناء قطاع غزة، بفارغ الصبر لوقف معاناتهم المستمرة بفعل الانقسام الذي احدثة 'انقلاب' حماس في غزة. وشددت حركة فتح على ان الشعب الفلسطيني بحاجة الى المصالحة لتعزيز قدرته في التصدي ومواجهة الاحتلال ومخططاته واستكمال مشروعه الوطني في بناء دولته المستقلة.