في ختام تسعة ايام من السباق وبمشاركة 17 فيلما في المسابقة الرسمية للدورة الثالثة لمهرجان الشرق الاوسط السينمائي، تسلم المخرج الروسي فاليري تودوروفسكي جائزة اللؤلؤة السوداء لافضل فيلم في الحفل الختامي مساء السبت في قصر الامارات. وتبلغ قيمة ارفع جائزة في المهرجان الذي تراس لجنة تحكيمه هذا العام المخرج الايراني عباس كياروستامي، 100 الف دولار. وتجري احداث "هيبستيرز" (عشاق الصرعات) في اجواء حافلة بالموسيقى وفي ظل نظام الحكم الشيوعي السوفياتي السابق خلال خمسينات القرن الماضي وحيث يتبنى المراهقون الثقافة الاميركية بوصفها احدى اشكال المقاومة لاساليب القمع في تلك الحقبة. وتسلم تودوروفسكي الجائزة من النجمة الاسترالية نعومي واتس في حفل اذن بختام المهرجان الذي عزز من مكانته بين المهرجانات العربية وفي الشرق الاوسط. اما ثاني اهم جائزة في المهرجان فذهبت للمخرج الفلسطيني ايليا سليمان عن فيلمه "الزمن الباقي" وهو فوز متوقع لما لاقاه من ترحاب على مستوى الجمهور والنقاد. ومنح ايليا سليمان جائزة اللؤلؤة السوداء لافضل فيلم من الشرق الاوسط، وقيمتها مائة الف دولار ايضا. ولقي الفيلم الثالث للمخرج استقبالا حارا في ابو ظبي قبل ان يصفق له جمهور سهرة الختام طويلا مساء السبت. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول تغير الجمهور العربي الذي لم يرحب بفيلمه الاول "سجل اختفاء" (1996) الذي عرض في مهرجان قرطاج واحتج على مضمونه بشدة، قال ايليا سليمان ان "الفكاهة والسخرية التي كنت استعملها اصبحت مقبولة اليوم من جيل الشباب". واضاف ان "كما من الافكار بات قائما وموجودا وان النقاش اصبح اكثر ديمقراطية لدى الجيل الجديد الذي بات سباقا ويحاول ان يتحرر من الايديولوجيات التي تتحكم به. واظن ان هذا الجيل العربي بات اقدر على الوصول وعلى المطالبة بفسحة من الحرية والتعبير لانه كلما كبر القمع كلما زادت رغبة الشباب في الوصول الى هذا التحرر". وختم المخرج الفلسطيني بالاشارة الى كونه يهدي جائزته للمنتج المنفذ للفيلم هاني فارس "الذي دعم الشريط في مرحلته الاخيرة ولولاه لكان وجد العمل صعوبة كبيرة في الانجاز". وتسلم ايليا سليمان الجائزة من يد النجم الاميركي اورلاندو بلوم. ومنحت لجنة التحكيم جائزة افضل اخراج للاسترالي غليندين ايفن عن شريطه "لاست رايد" (الجولة الاخيرة) وقيمتها 50 الف دولار. اما جائزة افضل فيلم جديد من الشرق الاوسط فمنحت للمخرجة التركية بيلين إسمير عن شريطها "عشرة حتى 11". وذهبت جائزة افضل ممثل الى الايراني حامد بهداد عن فيلم "لا احد يعرف بامر القطط الفارسية" للمخرج بهمان غبادي وفاز هذا الفيلم ايضا بجازة الجمهور التي استحدثت اول مرة في مهرجان ابو ظبي هذا العام. اما جائزة اللؤلؤة السوداء لافضل دور نسائي فنالتها كل من اليسيا لاغونا وصونيا كووه عن دورهما في الشريط المكسيكي "نورثليس" (بلا شمال) الذي يعالج قضية واوجاع الهجرة بين هذا البلد في اميركا اللاتينية نحو جنة الولاياتالمتحدة. وتسلم الجائزة مخرج الفيلم الذي نال ايضا تنويها على عمله من لجنة التحكيم. وتساوي جائزة افضل تمثيل 25 الف دولار. وفي فئة الوثائقي حيث قدم المهرجان هذا العام 15 شريطا اقبل عليها الجمهور كما على الافلام الروائية، انتزع شريط افغاني-هندي-باكستاني الجائزة الكبرى وهو من اخراج تي سي ماكلوهان وعنوانه "غاندي الحدود: بادشاه خان، شعلة من اجل السلام"، ويتناول قصة وحياة المناضل البشتوني بادشاه خان الذي اصبح النظير الباكستاني للمهاتما غاندي. وتبلغ قيمة هذه الجائزة 100 الف دولار ومثلها جائزة افضل فيلم وثائقي من الشرق الاوسط استحقها "في الطريق الى المدرسة" التركي من اخراج كل من اورهان اسكيكوي واوزغور دوغان. ويوثق الفيلم لتناقضات تركيا الحديثة. اما افضل اخراج لفيلم وثائقي فكان من نصيب الشريط البلجيكي-الهولندي "دوبل تيك" (اللقطة المزدوجة) من اخراج جوهان غريمونبريز وهو تجريبي ابداعي اعاد صياغة مشاهد من افلام هيتشكوك. ومنحت جائزة افضل اخراج لفيلم وثائقي من الشرق الاوسط للتونسي محمد زرن عن "زرزيس"، وهو اسم مدينته في جنوبتونس التي تلفظ جرجيس ايضا، وحيث تدور بين مجموعة من السكان المتواضعين نقاشات سياسية واجتماعية وفلسفية مختلفة. ومنحت جائزة افضل فيلم روائي قصير لفيلم "رجل بست دولارات ونصف" لكل من مارك البيستون ولويس سوذيرلاند من نيوزيلندا. اما جائزة افضل فيلم وثائقي قصير فمنحت لفيلم باكستاني-هندي-الماني بعنوان "واجاه" لكل من سيبرية سين وواجاه بيلوغرامي. ويتناول الفيلم "السعي للتغلب على الفروق والاحتفال بالقواسم المشتركة" كما قالت لجنة التحكيم. وفاز الفيلم اللبناني "طرابلس عالهدا" لرانية عطية ودانييل غارسيا بجائزة افضل فيلم قصير من الشرق الاوسط. ونوهت لجنة التحكيم باول فيلم تحريكي فلسطيني للمخرج احمد حبش كما نوهت بشريط المصرية آيتن آمين القصير الذي يتناول قصة مراهقات يكتشفن انفسهن وعالم الرجال. وتميز المهرجان هذا العام بتخصيصه تظاهرة للسينما الهندية واخرى لافلام البيئة كما اجتذب افلاما جميلة وتمثل خير صناعة الفن السابع عبر العالم فضلا عن منحه لجوائز مالية متعددة لافلام في مختلف المسابقات. وقال المدير التنفيذي للمهرجان بيتر سكارليت بعد توزيع الجوائز ان احدى غايات المهرجان تتمثل في منح سكان ابو ظبي وخصوصا صناع الافلام في الامارات فرصة مشاهدة افلام استثنائية قادمة من مختلف ارجاء العالم ولا تنحصر بافلام بوليوود وهوليوود". وهو رهان بدا من حضور الجمهور الى كافة عروض الافلام ان مهرجان الشرق الاوسط بدأ يكسبه.