قال مقرر الأممالمتحدة لحقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فولك ان السلطة الفلسطينية أنقذت إسرائيل من الإدانة وانهم كانون يتوقعون ان تمارس اسرائيل جميع انواع الضغط لعدم التصويت على تقرير القاضي'ريتشارد غولدستون الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في حربها العام الماضي على قطاع غزة، في الوقت الذي اقر فيه رئيس دائرة شؤون المفاوضات في'منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بمسؤولية السلطة الفلسطينية عن تأجيل التصويت على التقرير، وأكد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يتهرب من المسؤولية، في حين حمل عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير نبيل عمرو عباس المسؤولية المباشرة وقال إنه هو من اتخذ قرار التأجيل. من جهته اكد احمد قريع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بان قرار السلطة بسحب تقرير غولدستون من التصويت عليه بمجلس حقوق الانسان 'قرار خاطئ'. واشار قريع الى ان حالة من الغضب العارم تسود الشارع الفلسطيني جراء قرار السلطة، مشددا على ان عملية السلام التي تسعى الادارة الامريكية لاحيائها 'عقيمة'. وجاءت اقوال قريع في بيان صحافي اصدره مساء الثلاثاء تعقيبا على الاستهداف الاسرائيلي للمسجد الاقصى ومحاولة جماعات استيطانية اقتحامه رغم مرابطة المئات من المصلين الفلسطينيين فيه لحمايته. ومن جهته قال فولك لقناة الجزيرة 'ما حصل هو أنه في اللحظة الأخيرة قامت السلطة الفلسطينية بسحب التقرير مقترحة عدم مناقشته حتى شهر اذار (مارس) المقبل، وهو ما اعتبر ضربة قوية لجهود أخذ توصيات التقرير على محمل الجد'. وأضاف 'كان محيرا أن يقوم الفلسطينيون أنفسهم بإنقاذ إسرائيل من هذه المعضلة التي وجدت إسرائيل نفسها فيها. ومن التبريرات الغريبة التي قدمت لقرار سحب التقرير أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل هددتا بقطع جزء من التمويل الذي تتلقاه السلطة الفلسطينية، أو أن (بنيامين) نتنياهو هدد بأن استخدام التقرير سيقتل عملية السلام، وبطبيعة الحال ليست هناك عملية سلام يمكن وأدها'. وأشار ريتشارد فولك إلى تخمينات بأن إسرائيل قالت إنه إذا لم تسحب السلطة الفلسطينية مشروع القرار فإنها لن تمضي في ترتيبات منح شركة هواتف نقالة في الضفة الغربية رخصة للحصول على موجات تردد، 'وقد صادف ذلك بشكل غريب أن رئيس هذه الشركة هو ابن رئيس السلطة محمود عباس'. وقال عريقات لقناة 'الجزيرة' الفضائية من روما'إن السلطة تتحمل المسؤولية بشأن تأجيل التصويت على تقرير غولدستون، مشيرا إلى حصول خطأ وسوء تفاهم بوجود توافق على تأجيل التصويت بمجلس حقوق الإنسان. 'وأضاف 'إذا أراد البعض تحميلنا المسؤولية المنفردة فنحن نتحملها'، مشيرا إلى ما وصفها بحملات ظالمة وغير أخلاقية مليئة بالأكاذيب تستهدف السلطة ورئيسها، واعتبر الحديث عن تآمر لضرب غزة 'معيبا وكلاما ساقطا'، متحديا إسرائيل بإظهار وثائقها بهذا الصدد. وإزاء ما حدث أوضح عريقات أن السلطة بصدد اتخاذ سلسلة من الإجراءات القانونية والسياسية لمحاسبة إسرائيل عما وصفها بجرائم الحرب التي اقترفتها في غزة. وقال إن السلطة تدرس التوجه في هذا الصدد إلى المحافل الدولية، بما فيها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.'وعلمت 'القدس العربي' الثلاثاء بأن الرئيس الفلسطيني يدرس اقالة ممثل السلطة في الاممالمتحدة ابراهيم خريشة من منصبه للحد من الانتقادات الموجهة للقيادة الفلسطينية على خلفية موافقة السلطة على تأجيل التصويت. وحسب المصادر فان عباس يرغب بتهدئة الشارع الفلسطيني والتقليل من حجم الانتقادات الموجهة له شخصيا بإقالة خريشة، بحجة ان الاخير لم يضعه في الصورة الحقيقية حول وضع تقرير غولدستون في مجلس حقوق الانسان. واشارت المصادر الى ان عباس يبحث عن 'كبش فداء' لأزمة تقرير غولدستون وموافقة السلطة على تأجيل التصويت عليه. من جهة اخرى ذكرت مصادر فلسطينية الثلاثاء بأن عباس يشعر بغضب شديد جراء ردود الافعال التي صاحبت عملية تأجيل تبني تقرير غولدستون يوم الجمعة الماضي والذي اتهمت فيه السلطة الفلسطينية بالمبادرة بطلب التأجيل بناء على نصيحة امريكية .