طالبت الأممالمتحدة ودول غربية إسرائيل ببدء تحقيقات "جديرة بالثقة" في الاتهامات الموجهة لها بارتكاب جرائم حرب أثناء عدوانها على قطاع غزة. في حين هددت إسرائيل بعدم استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين إذا أصرت الأخيرة على طرح تقرير القاضي ريتشارد غولدستون.مسيرة سلام لنساء من أكثر من 30 دولة نحو الأراضي الفلسطينية (وكالات) وقالت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا -أثناء اجتماع لمجلس الأمن الدولي ناقش ملف الشرق الأوسط- إنه ينبغي على إسرائيل أن تحقق في الاتهامات التي وردت بتقرير غولدستون وخلصت إلى أنها ارتكبت جرائم حرب أثناء عدوانها على غزة نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي. وأبلغ نائب السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة أليخاندرو وولف مجلس الأمن أن واشنطن لديها مخاوف خطيرة بشأن التقرير من بينها ما قال إنه "تركيزه غير المتوازن على إسرائيل"، لكنه طالب إسرائيل بأن تتعامل معه بجدية. وقال "إننا نأخذ المزاعم التي وردت في التقرير بجدية. إسرائيل لديها المؤسسات والقدرة على إجراء تحقيقات جادة في هذه المزاعم". ودعا السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة جون ساورز إسرائيل إلى بدء تحقيقات ملائمة في الاتهامات التي حددها التقرير، وقال "نحث الحكومة الإسرائيلية على أن تجري تحقيقات كاملة وجديرة بالثقة ومحايدة في الاتهامات". وحث السفير الفرنسي جيرار أرو الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على الشروع في "تحقيقات مستقلة تتماشى مع المعايير الدولية". وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جانبه إسرائيل والفلسطينيين على إجراء تحقيقات داخلية ذات مصداقية ودون تأخير إزاء الطريقة التي جرت بها إدارة النزاع. ووفقا لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو فإن "بان كي مون يرغب بأن تجري مثل هذه التحقيقات في أي مكان من العالم تقوم فيه دلائل ذات مصداقية على وجود انتهاكات لحقوق الإنسان". وكان تقرير غولدستون قد اتهم أيضا المقاتلين الفلسطينيين بارتكاب جرائم حرب أثناء العدوان على غزة. وعلى هامش اجتماعات مجلس الأمن هددت مندوبة إسرائيل لدى الأممالمتحدة غابرييلا شاليف, بأن تل أبيب لن تقبل استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين إذا أصروا على الاستمرار في طرح تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون على الطاولة. وقالت شاليف إنه "طالما أن تقرير غولدستون لا يزال مطروحا وهناك من يقتبس منه ويدعمه في كل مكان حتى داخل دول نعدها صديقة، فإنه لن يكون بمقدورنا إحداث أي تقدم في عملية السلام". وأضافت "لن نجلس إلى طاولة واحدة لنتحدث إلى جهات أو أشخاص يتهموننا بارتكاب جرائم حرب، فهذا غير مقبول". وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نظيره البريطاني غوردون براون بالعمل على منع إحالة تقرير القاضى ريتشارد غولدستون إلى مجلس الأمن الدولي. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني عن نتنياهو قوله في اتصال هاتفي مع براون، إن إحالة التقرير إلى مجلس الأمن "سيحد من القدرات الإسرائيلية على دفع عملية السلام". في غضون ذلك قالت السلطة الفلسطينية إنها نجحت في توفير الدعم لمناقشة التقرير في اليومين المقبلين في مجلس حقوق الإنسان بجنيف. وذكرت أنها أمنت دعم 18 دولة في مجلس حقوق الإنسان من بينها الدول العربية الست الأعضاء في المجلس إضافة إلى عدد من الدول الصديقة كالصين وباكستان والسينغال. يشار إلى أنه لضمان المصادقة على مشروع القرار المتعلق بالتقرير الذي يوفر أرضية لملاحقة إسرائيل بسبب ارتكابها جرائم حرب في قطاع غزة يلزم تصويت 24 دولة على الأقل لصالحه من مجموع الدول الأعضاء ال147. وكانت السلطة الفلسطينية قد تعرضت لانتقادات لاذعة قبل أسبوعين لطلبها تأجيل التصويت على مشروع القرار الذي يصادق على التقرير إلى مارس المقبل. وأقر نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في مقابلة مع الجزيرة الليلة الماضية من رام الله بأن السلطة الفلسطينية أخطأت في ما يتعلق بتقرير غولدستون، لكنه قال إنها سارعت إلى إصلاح ذلك وطرحت الموضوع في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان. من جهة أخرى، أكد المندوب الفلسطيني في الأممالمتحدة إبراهيم خريشة إن ضغوطا هائلة تمارسها أطراف عدة في مجلس حقوق الإنسان لعدم تمرير مشروع القرار المتعلق بتقرير غولدستون، الخاص بالتحقيقات في الحرب الإسرائيلية على غزة. وأوضح خريشه لإذاعة صوت فلسطين صباح أمس الخميس، إن الدبلوماسية الفلسطينية حشدت المجموعة العربية والإفريقية ودول عدم الانحياز لتأييد القرار.