عيّن مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة القاضي اليهودي ريتشارد غولدستون لقيادة تحقيق دولي في اتهامات بارتكاب القوات الإسرائيلية ومقاتلين فلسطينيين جرائم حرب في قطاع غزة، وفقما أعلن الجمعة. وأقر غولدستون أنه "بوصفي يهوديا" فقد مثّل تلقي الدعوة لرئاسة المهمة "صدمة" له، وبالإضافة إلى القاضي الذي يحمل الجنسية الجنوب إفريقية، تضم اللجنة أيضا الخبيرة البريطانية في القانون الدولي كريستين شينكين والقاضية في المحكمة العليا في باكستان، والخبيرة السابقة في الأممالمتحدة لشؤون حقوق الإنسان هينا جيلاني، والكولونيل الأيرلندي المتقاعد ديزموند ترافرز. واوضح رئيس المهمة "إني أعتقد أني قادر على أداء هذه المهمة الثقيلة بشكل متوازن وغير منحاز"، وأقر بأن اتخاذ القرار "لم يكن سهلا"، وأنه "أمضى عدة أيام بل وبضع ليال من الأرق" قبل اتخاذ قراره بقبول المهمة، وأوضح أن قبول المهمة كان في نهاية المطاف بدافع "قلقي على السلام في الشرق الأوسط، وعلى الضحايا من أية جهة كانوا.. الذين يعانون الإهمال في أغلب الأحيان"، وأضاف "أنه من مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين أن يتم التحقيق في المزاعم الخاصة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في الجانبين". وكان المجلس أقر بتوسيع التحقيق الذي كلّف بها غولدستون ليشمل "كل انتهاكات حقوق الإنسان" في غزة، وليس فقط تلك التي ارتكبتها إسرائيل، وأعلن رئيس المجلس مارتن يوهوغيان اوهومويبي في بيان "أن طموح مجلس حقوق الإنسان هو الحصول على تقرير يعكس بصدق الأحداث، وهذا يتطلب أخذ كافة الانتهاكات بعين الاعتبار". وأكد غولدستون من جهته أن مهمته "ستأخذ في الاعتبار كافة الانتهاكات المقترفة في إسرائيل وغزة والأراضي المحتلة". توسيع التحقيق... وكان مجلس حقوق الإنسان قرر في ال12 من يناير، أثناء اجتماع طارئ حول الوضع في غزة، تشكيل "مهمة استقصاء حقائق حول الانتهاكات المقترفة من قبل إسرائيل، القوة المحتلة، ضد الشعب الفلسطيني"، وتم تبني القرار بأغلبية 33 صوتا مقابل صوت واحد، وامتناع 13 عضوًا عن التصويت معظمهم من الدول الغربية التي اعتبرت القرار غير متوازن؛ لأنه لا يشمل إطلاق قذائف فلسطينية على مدنيين في جنوب إسرائيل. وتقول جماعة فلسطينية مدافعة عن حقوق الإنسان إن 417 فلسطينيًّا استشهدوا في الهجوم، من بينهم 926 مدنيا، كما قتل في المعارك 13 إسرائيليا، لكن إسرائيل تتهم مقاتلي حماس في غزة باستخدام المدنيين كدروع بشرية أثناء القتال، وانتقدت جماعات حقوقية أيضا حماس لإطلاقها صواريخ على أهداف مدنية في جنوب إسرائيل. كذلك دعا مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان نافي بيلاي، ومبعوث المنظمة الدولية الخاص بحقوق الإنسان ريتشارد فولك إلى التحقيق إذا كانت قوات إسرائيلية ارتكبت جرائم حرب في القطاع الساحلي الذي يعيش فيه 1.5 مليون شخص. إلي ذلك نددت اسرائيل بتحقيق الاممالمتحدة حول احتمال ارتكاب جرائم حرب اثناء الهجوم الاسرائيلي على غزة في الفترة بين 27 ديسمبر و 18 يناير الماضيين. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور أن "هذه ليست محاولة معرفة الحقيقة وانما الاساءة الى سمعة اسرائيل والانضمام الى اليهود التي تبذلها بعض الدول لوصف اسرائيل بانها شيطان". واكد جولدستون ان مهمته "ستأخذ في الاعتبار كل الانتهاكات التي ارتكبت في اسرائيل وغزة والاراضي الفلسطينية معا". شبكة إخباريات