فيما تشترط السلطة الفلسطينية وقف الاستيطان قبل العودة للمفاوضات مع اسرائيل قررت الاخيرة تكثيف الاستيطان حيث اوضحت مصادر فلسطينية الاحد بان آليات اسرائيلية تقوم بتمهيد الارض في منطقة الاغوار الفلسطينية لاقامة مستوطنة جديدة. واكدت المصادر بان المستوطنة الجديدة التي تعتزم اسرائيل اقامتها في منطقة الاغوار وتقوم بانشاء البنية التحتية لها ستبدأ ب 10 وحدات استيطانية. وفيما تواصل الاليات الاسرائيلية تسوية الارض في الغوار لاقامة مستوطنة جديدة اكدت مصادر اسرائيلية متعددة الاحد بان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيصادق خلال الايام القادمة على اقامة المئات من الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية، وذلك اضافة الى 2500 شقة قد شرع في بنائها في المستوطنات. ومن جهتها ذكرت صحيفة 'يديعوت احرنوت' الاسرائيلية انه سيقام اليوم الاثنين في مستوطنة 'معالي ادميم' شرق القدس احتفال رمزي لوضع حجر الاساس لحي استيطاني جديد يُسمى 'مبسرت ادميم' ستقام فيه ثلاثة الاف وحدة استيطانية. ومن جهته قال رئيس مجلس المستوطنات داني ويان 'ان الحديث عن تجميد مؤقت للبناء هو بمثابة ذر الرماد في العيون واذا لم نستطع الان الوقوف امام الامريكيين من يضمن اننا سنقف امامهم بعد عام من الان'، مشيرا الى ان 'عملية وقف البناء لها مغزى سياسي كبير وعلينا ان نكون حذرين من ذلك وربما يؤدي بنا الامر في نهاية المطاف الى الانسحاب من الضفة الغربية وتقسيم القدس'. وتطالب الادارة الامريكية تل ابيب بوقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية وهو الشرط الذي تضعه السلطة الفلسطينية للعودة للمفاوضات مع اسرائيل. ومن المقرر ان يصل لاسرائيل هذا الاسبوع المبعوث الامريكي جورج ميتشل لاجمال بعض القضايا الخلافية بما في ذلك الشروط التي وضعتها اسرائيل مقابل استعدادها لتجميد البناء في المستوطنات، مثل التطبيع العربي معها والسماح للطائرات الاسرائيلية بعبور الاجواء العربية. وفي ظل اصرار واشنطن على تجميد الاستيطان الاسرائيلي اكدت مصادر اسرائيلية الاحد بأن نتنياهو يعتزم الاعلان في خطابه في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة التي ستبدأ في 23 ايلول (سبتمبر) الجاري، عن تقليص الاستيطان وليس تجميده بشكل تام، ابتداء من مطلع تشرين الاول (اكتوبر) المقبل، فيما اكد وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشاي، ان اسرائيل ستواصل البناء في القدس. واشارت المصادر الاسرائيلية الى ان اعلان نتنياهو تقليص الاستيطان من شأنه ان يفتح الطريق امام عقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحضور امريكي كخطوة اولى نحو انطلاق مفاوضات فلسطينية اسرائيلية للوصول لسلام بين الجانبين. ومن جهته قال د. نبيل شعت عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان استئناف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي مرهون بوقف الاستيطان. واكد ان اسرائيل اذا رغبت بعملية السلام، فان امامها شرطين دوليين سبق ان اعترفت بها الادارة الامريكية برئاسة اوباما، يتعلقان بالوقف الشامل والمطلق للاستيطان، الى جانب الاعتراف الكامل والواضح بدولة فلسطينية على حدود 67، وهذان الشرطان اساسيان لبدء عملية المفاوضات . وجاءت اقوال شعت تعقيبا على التصريحات الصادرة عن نتنياهو بشأن المصادقة على بناء 2500 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية لاسترضاء الاطراف اليمينية الاسرائيلية، فيما كان في وقت سابق اعلن عن استعداده لتعليق اعمال البناء لعدة اشهر في المستوطنات في نطاق الاتفاقات مع الادارة الامريكية. ودعا المنسق الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا خلال اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الاوروبيين في ستوكهولم اسرائيل الى التراجع عن خطط توسيع المستوطنات وذلك لغرض زيادة فرص استئناف المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين. وفي هذا الاتجاه، اعلن وزير خارجية السويد كارل بيلدت، الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي دعم اوروبا القوي للموقف الامريكي الرافض للمشاريع الاستيطانية الاسرائيلية.