دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس, أول أمس الأربعاء, إلى اعتماد يوم عالمي لمناهضة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.أعمال جارية في مستوطنة بالضفة الغربية (أ ف ب) جاء ذلك في رسالة بعثت بها مفوضية العلاقات الدولية في الحركة إلى الأحزاب السياسية والقوى الضاغطة في العالم, دعت فيها إلى تحرك دولي أكثر فاعلية لمناهضة الاستيطان الإسرائيلي. وأشارت الرسالة إلى تكثيف إسرائيل حملات الاستيطان والتهويد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، لقتل أي أمل في تحقيق السلام عن طريق الاستيلاء على الأرض الفلسطينية كأحد العناصر الرئيسة لإقامة الدولة الفلسطينية المطلوبة والتوصل إلى سلام في منطقة الشرق الأوسط. واتهمت إسرائيل برفض جميع قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ولجنة حقوق الإنسان وبعدها مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان, التي طالبت إسرائيل بالتوقف عن الأعمال الاستيطانية والوفاء بالتزاماتها الدولية منذ عام1967 باعتبار تلك الأعمال تشكل انتهاكا جسيما لمبادئ القانون الدولي والإنساني وجرائم حرب. وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت في وقت سابق رفض استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل دون وقف الأخيرة لأعمال البناء والتوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس بشكل شامل. من جهة أخرى، وافقت الحكومة الإسرائيلية على بناء 84 منزلا جديدا في مستوطنات الضفة الغربية، رغم تعليق البناء الذي أعلنته الأسبوع الماضي. وكانت إسرائيل وافقت الأسبوع الماضي على بناء 28 مبنى عاما بما في ذلك مدارس ودور حضانة، حيث يقتصر تعليق البناء في الأراضي المحتلة على المباني السكنية فقط. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه جرى استثناء نحو ثلاثة آلاف شقة سكنية بدأ بالفعل بناؤها من تعليق البناء الجزئي الذي أعلنته الحكومة اليمينية برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ولكن المنازل الإضافية البالغ عددها 84 التي جرت الموافقة عليها لا يشملها الاستثناء من التعليق، لأن بناءها لم يبدأ ولم يجري وضع أساسها. وجرت الموافقة على المنازل الجديدة بعد محادثات بين مسؤولين حكوميين إسرائيليين وزعماء المستوطنين الغاضبين. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن وزير الدفاع إيهود باراك وهو من حزب العمل (يسار الوسط) والعضو في الحكومة الائتلافية، دعا رؤساء المستوطنات إلى مكتبه بتل أبيب في ساعة متأخرة من مساء أمس، لكن عددا قليلا منهم قبلوا الدعوة لمناقشة التعليق. ومن المقرر أن يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات مع زعماء المستوطنين صباح أمس الخميس. وحاول مستوطنون تخريب عمل مفتشي الحكومة الذين يسعون إلى تنفيذ التعليق الجزئي للبناء عبر قطع الطرق المؤدية إلى المستوطنات. من جانب آخر، نسب ناشطون في حزب الليكود لزعيمهم نتنياهو قوله خلال اجتماع للحزب يوم أمس، إن الأميركيين أثاروا جنونه بسبب مطالبته بتجميد الاستيطان في القدسالشرقية، إضافة إلى مستوطنات الضفة الغربية. وأبلغ الناشطون موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني بأن نتنياهو قال إن الأميركيين "أثاروا جنوني فقد أرادوا أكثر وفي القدس أيضا، لكن من الواضح أنه لن يجري تنفيذ هذا"، في إشارة إلى تعليق أعمال البناء في مستوطنات القدسالشرقية. وأضاف نتنياهو "إنني أتعهد بأن التعليق هو لمدة عشرة شهور"، وتطرق إلى احتجاج المستوطنين على قرار تعليق أعمال بناء جديدة قائلا "ماذا يريدون مني؟ ليبنوا ما بالإمكان بناؤه، فليبنوا". وتابع "هناك أشخاص أخلوا (مستوطنات) قبلي (في إشارة إلى رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون المنسحب من قطاع غزة) وأنا لم أخلِ شيئا، ولن يعلمني أحد ماذا يعني الاستيطان، وقد تعهدت لعشرة شهور والآن أصبحت الفترة أقل.. أصبحت أقل". ووعد نتنياهو بالتوصل إلى تفاهم مع المستوطنين، خلال اجتماعه مع قيادتهم اليوم، وقال "سأجتمع مع رؤساء السلطات المحلية وسأعطيهم أشياء ليكونوا راضين، وسأتفق معهم".