اكدت مصادر اسرائيلية الثلاثاء ان سلطات الاحتلال قررت مصادرة 1700 دونم من اراضي المواطنين جنوب بيت لحم لإقامة 250 وحدة استيطانية جديدة تابعة لمستوطنة 'افرات'. وذكرت صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية الاثنين انه تم انهاء الاجراءات لتحويل 1700 دونم من الاراضي الفلسطينية الى اراضي دولة اسرائيل، وضمها الى مستوطنة 'افرات' جنوب غرب مدينة بيت لحم، لإقامة 2500 وحدة سكنية عليها.وقالت: يعتزم المجلس في افرات، وهي المستوطنة الأكبر في غوش عتصيون، حيث يعيش اليوم نحو 9 الاف إسرائيلي، الشروع في إجراءات حيال وزارة الاسكان كي يقيم في التلة حيا من 2.500 وحدة سكن. وقال محامي مجلس مستوطنة 'افرات' بأن هذه الاراضي شمال المستوطنة ستكون خلال فترة قصيرة جاهزة لعمل وحدات سكنية جديدة وضمها الى اراضي المستوطنة. وجاء ذلك بعد ان رفض الحاكم العسكري الاسرائيلي في الضفة الغربية الاعتراضات التي قدمها مالكو هذه الاراضي حيث رفض 8 اعتراضات للمالكين الفلسطينيين وتم تحويلها الى اراضي دولة اسرائيل، وقبل اعتراضا واحدا لمالك قطعة ارض. يذكر ان مستوطنة 'افرات' هي المستوطنة الاكبر في منطقة 'عتصيون' جنوب مدينة بيت لحم، ويبلغ عدد المستوطنين فيها 9,000 مستوطن، وسيحاول مجلس المستوطنة ان يدخل هذه الاراضي في هيكل البناء امام الحكومة الحالية، وقبل انتهاء ولاية اولمرت، خاصة وان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك كان قد اقر في فترة سابقة وضع جدار الضم والتوسع خارج هذه الاراضي، وفيما لم يتم الاقرار فان الحكومة الاسرائيلية القادمة حسب مجلس المستوطنة ستقر ذلك فورا. ومن الجدير بالذكر ان مالكي هذه الاراضي الفلسطينية قاموا منذ عام بتقديم اعتراضات من خلال منظمات في القدس، واستمر هذا الاعتراض حتى يوم الجمعة الماضي، حيث قرر الحاكم العسكري الاسرائيلي رفض 8 اعتراضات وقبول اعتراض واحد وتحويل 1700 دونم الى ملكية دولة اسرائيل وتحويلها بعد ذلك الى مستوطنة 'افرات'، لتصبح هذه الارض المصادرة هي التلة السابعة من ضمن مستوطنة 'افرات'. ومن جهته اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحتفي مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الاثنين على ضرورة وقف اسرائيل للاستيطان، ومضيفا 'إذا لم يتوقف الاستيطان، فإن أي لقاءات مع الجانب الإسرائيلي ستكون عبثية، وبلا جدوى' مشددا على قلق السلطة الوطنية العميق من إعادة بناء مستوطنة (E-1) الذي سيؤدي إلى فصل مدينة القدس عن الضفة الغربية، وإلى فصل الضفة الغربية عن بعضها البعض. وأضاف عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله في الضفة الغربية، ليس من المهم من سيشكل الحكومة الإسرائيلة، بل المهم هو البرنامج السياسي لهذه الحكومة، وهل يطابق هذا البرنامج قرارات الشرعية الدولية ورؤية حل الدولتين، وهل سيتم الالتزام ببنود خطة خارطة الطريق؟. وشدد عباس على أن الحوار المقبل مع الجانب الإسرائيلي يجب أن يسبقه وقف كامل للاستيطان وإزالة الحواجز والعودة إلى حدود 28/9/2000، وذلك حسب البنود الواردة في خطة خارطة الطريق، ومضيفا: تحدثنا مع السيد لافروف عن ضرورة أن يلتزم برنامج أي حكومة إسرائيلية قادمة بالالتزامات السابقة، خاصة رؤية الدولتين، والأمور الواردة في خطة خارطة الطريق، لأنه لا يمكن العودة إلى نقطة الصفر مرة أخرى. وتابع: تطرقنا كذلك إلى موضوع المؤتمر الذي سيعقد في موسكو، والذي تم طرحه في مؤتمر انابوليس، وفي قرار لمجلس الأمن الدولي، واتفقنا على ضرورة عقده في النصف الأول من هذا العام. بدوره، أكد لافروف أن روسيا مهتمة بضرورة تجاوز آثار أزمة قطاع غزة، واستئناف العملية السلمية، وهذا ما أكدت عليه الرسالة التي سلمها للرئيس عباس من قبل الرئيس الروسي مدفيديف. وأضاف: روسيا أعربت عن قلقها ومنذ البداية، لما يجري في قطاع غزة مؤخرا، وقمنا بالجهود الفورية لوقف نزيف الدماء. وشدد لافروف على ضرورة التنفيذ الدقيق لقرار مجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذا القرار يطالب بتثبيت التهدئة وتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة. وأشار إلى أن روسيا ستبذل كل جهودها من أجل استئناف العملية السلمية، وهذا يتطلب من الجانبين التمسك بخطة خارطة الطريق ووقف الاستيطان. وقال لافروف إن روسيا ستقوم خلال الأيام والأسابيع المقبلة بالتشاور مع شركائها ومع الدول العربية، إضافة إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لتوفير الظروف الملائمة من أجل عقد مؤتمر موسكو، بحيث يكون شاملا، ما يتيح استئناف العملية السلمية. وأوضح أن روسيا ستشارك في مؤتمر إعادة بناء قطاع غزة المزمع عقده في العاصمة المصرية القاهرة، إضافة إلى أن روسيا ستستمر في دعم السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس عباس، من أجل إنشاء وتعزيز الجهات الحكومية والأمنية. وبين لافروف أنه قام بإجراء محادثات مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، ومع رئس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت، وكذلك مع زعيمة حزب كاديما الإسرائيلي تسيبي ليفني، وزعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو، مشيرا إلى أن كلهم أبدوا تمسكهم بعملية السلام، وأبدوا تفهمهم من أجل توفير الظروف العملية لاستئناف محادثات السلام، ولكن يجب الانتظار من أجل رؤية الخطوات العملية لأي حكومة جديدة. ومن جهته أدان نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية قرار الحكومة الإسرائيلية مصادرة 1700 دونم من الأراضي الفلسطينية بغرض توسيع مستعمرة 'افرات' قرب مدينة بيت لحم.