حتى لا ننسى، ، ، أردت من خلال هذه الكلمات البسيطة أن أرحل بكم إلى هناك، إلى فلسطين الحبيبة، وبالضبط إلى غزة الصامدة، حيث أهلي وأحبائي يواجهون الحصار الظالم وكل أنواع التعذيب المادي و النفسي، غير أنني لا املك سوى هده الكلمات لأشجب و استنكر تلك الممارسات البربرية الهمجية التي لم يعرف تاريخ البشرية لها مثيلا. وحتى لا ننسى، ، ، أشير هنا إلى قضيتين،"على سبيل المثال لا الحصر" أود من خلالهما أثارة انتباهكم إليهما، قد تبدو لكم لأول وهلة بسيطتين وغير ذات أهمية، لكن بقليل من التمحيص و التأمل نتمكن من قراءة أبعادهما و دلالاتهما العميقتين. المسألة الأولى وتتعلق بالصهاينة عبر العالم، كنت أتابع بشغف كبير أحدى القنوات الفضائية الأوربية، وكان الأمر يتعلق بمسار صحفي ألماني من أصول برجوازية، انتهى به عمله واجتهاده ومثابرته إلى أن أصبح رئيس مجلس إدارة مؤسسة تصدر أكثر من 60 صحيفة ورقية ومجلة فضلا عن عدة صحف الكترونية. الغريب في الأمر أن يعلن الرجل في نهاية الحلقة أنه صهيوني غير يهودي، وكونه صهيوني فانه يؤيد دولة إسرائيل دون قيد أو شرط على اعتبار أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة. تصوروا معي لو كانت هناك دول عربية ديمقراطية في المنطقة لأغلقنا الباب أمام هدا الصهيوني وأمثاله ممن يتغنون و يتبجحون ب"ديمقراطية" إسرائيل المزعومة.
المسألة الثانية تتمحور حول استغلال الإسرائيلي أو بالأحرى الكيان الصهيوني الغاشم لكل المنافذ من أجل الاتصال و التواصل في سبيل نشر وتبليغ أفكاره العنصرية، وأهدافه العدوانية الظالمة. ففي إطار الحملات المناهضة للحصار الظالم على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، ساهمت إلى جانب آخرين في مراسلة بعض الجهات الرسمية من أجل المطالبة برفع الحصار عن الأبرياء في غزة، "كشكل حضاري من أشكال الاحتجاج". إلى هدا المستوى كانت الأمور عادية، لكن في اليوم التالي تلقيت، كغيري طبعا، مراسلة الكترونية من مكتب رئيس وزراء العدو،"يشكرني" فيها على مراسلتي و يعبر لي فيها عن أسفه لكونه لن يتمكن من إجابتي بصفة شخصية بسبب الكم الهائل من المراسلات التي ترد على مكتبه، وبالمناسبة يقترح علي الاضطلاع على بعض المواقع"الإسرائيلية" لكي أتمكن من متابعة الحالة في فلسطين، "ادي عينك مع ليهودي" حتى المناهضين والمطالبين بالرفع الفوري للحصار عن الشعب الفلسطيني، يطمع الصهيوني في استقطابهم ومحاولة تدجينهم، لكن هيهات ثم هيهات. نحن من جهتنا سنلقن أبنائنا اسم فلسطين مع حليب الصباح وأنتم من جهتكم لكم واسع النظر. [email protected]