من غير أن يلاحظ اي تحرك فاعل للجهات الامنية بالمنطقة من أجل اتخاذ التدابير الوقائية والزجرية المناسبة، خاصة وأن ترويج انواع من هذه المخدرات يتم في بعض مدن الاقليمبشكل شبه علني، وذلك بعد ان يتم جلبها عن طريق التهريب من منطقة بني طيب (الناظور).. التي غدت بدورها محطة وواجهة وطنية لترويج المخدرات وغيرها من السلع المهربة وتزوير السيارات. ويقول بعض المواطنين من آيت بوعياش وامزورن ان "احياء بهذه المدن أصبحت معروفة لدى الاجهزة الامنية بترويج هذه الافة الخطيرة من غير ان تتحرك من اجل استئصالها، الشيئ الذي يفسح المجال أمام المزيد من انتشارها في مناطق أخرى من الاقليم، بعد ان اصبحت هذه الاحياء قبلة للعديد من الزوار الباحثين عن المخدرات الجديدة -اقراص الهلوسة، الكوكاين والهروين - التي بدات في السنين الاخيرة تغزو المنطقة الى جانب الحشيش والقنب الهندي. ويقول أحد المدرسين بآيت بوعياش:" بالفعل،هناك انتشار واضح لترويج المخدرات. والذين يقومون بذالك هم شباب من المنطقة أو مجرد قاطنين، وهم معروفون لدى العام والخاص.غير أن الاستفهام وارد بشأن التدابير الوقائية والزجرية التي تقوم بها المصالح الامنية، خاصة وأن تداولها أصبح يتم حتى أمام المؤسسات التعليمية بالاعداديات والثانويات، الشيئ الذي ينبئ بقدوم أخطار جامة سوف تحدق بمستقبل الناشئة بالمنطقة ان لم تتحرك الجهات المسؤولة وكافة المصالح المعنية وفعاليات المجتمع المدني". وذكرت بعض فعاليات المجتمع المدني بامزورن عقب اجتماع لها بالمركب الثقافي بالمدينة أن " لامنطقة أصبحت تعرف زحفا خطيرا لمجموعة من الظواهر التي تنخر جسم المجتمع وعقول الشباب والامر يتعلق بآفة ترويج وتناول المخدرات بمختلف انواعها واشكالها، وفي مقدمتها مخدرا الكوكاين و الهروين الذان بذءا يغزوان المنطقة بشكل فضيع وملفت للنظر ، والذي يؤدي لاى حدوث انزلاقات وانحرافات اجتماعية واخلاقية خطيرة في صفوف الشباب من مختلف الاعمار والمستويات" . واشارت هذه الفعاليات الى أن " تشخيص لهذا الواقع ليس هدفه زرع الياس او القاء المسؤولية على كاهل احد. فنحن ، الى حدود اليوم، لا نريد ان نحمل احدا تبعات هذه الوضعية او القاء المسؤولية على جهة دون اخرى، فهدفنا هو الدعوة الى تكاثف الجهود من طرف الجميع: السلطة ، قطاع التربية والتعليم ، المجتمع المدني،الاحزاب السياسية والمواطنون، لاننا كلنا مسؤولون ومعنيون بهذه الافات الخطيرة حتى نسلم شبابنا ومنطقتنا من هذا الوباء الخطير ، الذي لا نتردد في تشبيه خطورته بالقنابل العنقودية" . ويطالب المواطنون بهذه المدن الجهات المسؤولة ب"ضرورة التدخل لاستئصال هذه الافة، خاصة وأنه من السهل وضع جرد شامل للنقط السوداء التي يتم فيها تداول هذه المخدرات حيث يعمل بعض بارونات المخدرات بالشمال على مقايضات الحشيش والقنب الهندي، اللذين تنتجهما المنطقة بكثافة، بالكوكايين والهروين اللذين يتم جلبهما من الخارج عبر أشخاص ا يتوانى الشارع الحسيمي في تسميتهم، وما بالك بالاجهزة الامنية التي تمتلك كل الوسائل التي من شأنها الايقاع بهذه الشبكات ". وقال مصدر صحي انه "يمكن القول ان انتشار وتناول المخدرات القوية بالمنطقة وصل الى مرحلة دق ناقوس الخطرن حيث سسجلنا حدوث حالات مرضية خطيرة بسبب تناول هذه المخدرات ، بل لا نخفي شيئا ان قلنا انها كانت وراء تسجيل بعض حالات الوفيات بالاقليم في السنين الاخيرة، ويجب أن يعلم مستهلكو هذه المخدرات أنها حتى وان لم تساهم في الوفاة بطريقة مباشرة فان طريقة تناولها والمقدار الكبير للجرعات المأخوذة يساهم في خلق امراض كثيرة قد تؤدي الى الوفاة مباشرة بعد الاصابة بها". وعبر العديد من المواطنين من منطقة ايساغن بكتامة، في اتصالات متكررة ب"المساء" عن تذمرهم العميق من الانتشار الكثيف للمخدرات القوية بالمنطقة، حيث يعمد العديد من المروجين المحليين الى اغراقها بالعاهرات والمخدرات، الامر الذي جعل ايساغن - خاصة مركز الجماعة - تتحول الى ساحة من المعارك الدائمة سواء بين المروجين في ما بينهما أو بين المدمنين، وهو ما تنتج عنه في الغالب جرائم غاية في الخطورة تصل احيانا الى حد سقوط أرواح او اعتداء على ممتلكات الغير . المختار الخمليشي