أقدمت عدد من الجرائد الوطنية الصادرة اليوم الجمعة على إصدار افتتاحيات بيضاء من أجل لفت انتباه الرأي العام للوضع الذي تعيشه الصحافة المغربية هذه الأيام كما تقول هذه الصحف. وتأتي هذه الخطوة التي تعتبر مبادرة مفتوحة أمام جميع الصحف المغربية باختلاف انتماءاتها، بعد الاجتماع الذي عقدته الفيدرالية المغربية لناشري الصحف يوم الجمعة الماضي بشكل طارئ لتدارس الوضع المقلق للصحافة المكتوبة بالمغرب، بعد الأحكام القضائية التي تعرضت لها أربعة منابر صحفية في أسبوع واحد؛ وأن اللقاء، الذي حضره جل مدراء وناشري الصحف المغربية، تميز بنقاش صريح، تمحور حول الخيارات التي يجب إتباعها من طرف القطاع لوضع حد لهذه لما اعتبر بالمهزلة التي لا تخدم البلاد، لأنها تمس إحدى دعامات الديمقراطية، ألا وهي حرية التعبير والنشر. وقرر أعضاء الفيدرالية إصدار بلاغ يندد بالتصعيد القضائي ضد الصحافة والمطالبة بأن تكون الغرامات متلائمة مع مستوى المخالفات، والدفع في اتجاه فتح ملف قانون الصحافة من جديد، والمطالبة بتحديد مخاطب رسمي من أعلى مستوى لدراسة كل قضايا الصحافة مع مهنيي القطاع. وكان القضاء المغربي قد أصدر حكما يوم 29 يونيو الماضي يقضي بتغريم ثلاث صحف مغربية، هي "المساء" و "الجريدة الأولى" و "الأحداث المغربية"، في قضية تشهير غير مسبوقة رفعتها السفارة الليبية نيابة عن الزعيم الليبي معمر القذافي. وحوكمت اليوميات الثلاثة بدفع مليون درهم لكل منها بتهمة "المس بشخصية وكرامة رئيس دولة". كما أمرت مديري تحرير اليوميات الثلاث وصحفيين بدفع غرامة 100 ألف درهم لكل واحد بسبب تورطهم. وكانت اليوميات الثلاث قد نشرت خلال الأشهر الأخيرة مقالات انتقدت فيها الزعيم الليبي وأشارت إلى انعدام الديمقراطية ببلاده. وتعتبر القضية رائدة حيث لم يسبق لأي سفارة أجنبية أن ترفع دعوى ضد الصحافة بموجب القانون المغربي. وسرعان ما أدانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية الحكم المثير للجدل ونظمت وقفة احتجاجية بمجرد انتهاء المحاكمة.