ظهرت إلى حيز الوجود في الآونة الأخيرة في ميضار جمعيات متنوعة من حيث الأسماء طبعا. أما عندما نتكلم عن المضمون، فلا يوجد هناك مضمون أصلا يستحق النقاش فبيت القصيد يكمن هنا. فمسكين لفظ "التنمية" لم تعد له حقوقا تحفظه من الاستعمال. فلو كان مخلوقا لصرخ بأعلى صوت "كنبان ليكم غيرأنا". فلا تخلو جمعية منه دون وجود صريح العبارة لتفعيله. ربما سمعوه كما سمعناه من "قراصنة" لهم حب التعدي والضحك على الذقون. فمن هذا المنطلق وجب على الكل استيعاب ما يدور الآن في دواليب العمل الجمعوي، لا أقول فقط هنا في ميضار ولكن هذا يشمل الكل. فعجبا لجمعيات ميضارية، لن أقول الأسماء لكثرتها ما شاء الله تتبنى لنفسها مفاهيم ليست بقادرة على استيعابها وتفعيلها. فالمواطن الميضاري ربما أكثريته سمع فقط عنها وربما لم يسمع، فمن مقاربات الجمعيات أنها من و إلى المواطن، وهذا ما يفتقد هنا فالهوة التي بينهم شاسعة لا تساعد على تحقيق المبتغى. فأغلب الجمعيات هنا تكون موسمية وهذا أضعف الإيمان. تجد تحركاتها وأنشطتها تكاد تنعدم، أين جمعيات كذا وكذا للتنمية و الرياضة و الثقافة و و و؟ لتأتي جمعيات من خارج ميضار لكي تقوم بأنشطة للساكنة و ترفه عنهم. فيا ترى ما جدوى جمعياتنا؟ ولماذا أنشئت أصلا؟ إذا أنشئت لإغراض أخرى، وهذا هو الأرجح، فلنبكي على أنفسنا ولنندب حضنا. ولتكن هذه قطيعة ليس مع العمل الجمعوي ولكن مع المتطفلين على العمل الجمعوي. لأننا نساند التطلع بالعمل الجمعوي وإخراج هذا المفهوم إلى حيز الوجود و تقديم منتوج يليق بالساكنة الميضارية التي ضحت و تضحي بالغالي و النفيس من أجل النهوض بالمنطقة . [email protected]