مشكلات تقنية وأطلق شعاع بروتون في اتجاه مضاد لعقارب الساعة، واستغرق النصف الآخر من التجربة وقتا أطول من الأول، ما أخر إتمام الدورة الكاملة إلى الساعة 14:59 ظهرا. ويعزى التأخير إلى مشكلة تتعلق بدرجة حرارة المعجل التصادمي، حيث ينبغي أن يحفظ عند درجة 271.3 مئوية تحت الصفر. وتعطل جهاز التبريد المسؤول عن المغناطيسات الضخمة المصممة لتوجيه أشعة جسيمات (البروتونات) حول نفق معجل الجسيمات البالغ طوله 27 كيلومترا، والمنوط به تبريد النفق أكثر من الفضاء الخارجي البعيد. لكن مشكلات تتعلق بمغناطيسات معجل هادرون التصادمي أدت إلى ارتفاع تذبذبات درجة الحرارة التي سببت بدورها وقف التجربة لبعض الوقت. وقد صادفت هذه العقبة حاليا العلماء فعرقلت مؤقتا خططهم لبدء الجزء الثاني من التجربة نهاية الشهر، كما كان مقررا له من قبل. وكان المحول الكهربائي المسؤول عن تزويد أجهزة تبريد النفق بالطاقة الكهربائية، ويبلغ وزنه ثلاثين طنا قد تعطل يوم الخميس الأسبق، ورغم قيام العلماء باستبداله بمحول آخر بسرعة، إلا أن معجل هادرون التصادمي لن يتمكن من استئناف اختباراته قبل بضعة أسابيع أخرى. إشكاليات الفيزياء الكبرى افترضه هيغز، وهو جسيم نظري ببنية الذرة. وسيؤدي بمجرد مراقبته والتحقق من وجوده إلى تفسير آلية انشطار التماثل الكهربي الضعيف، والتي تكسب الجسيمات كتلتها. ويأمل العلماء أن يتيح معجل هادرون نظرة متبصرة حول وجود مبادئ طبيعية مستجدة؟ ما أصل المادة؟ هل هناك أبعاد إضافية؟ ما المادة السوداء؟ كيف يمكن حل لغز الطاقة السوداء؟ وكيف جاء الكون أصلا؟ وماذا عن مخالفات التماثل بين المادة وضدها وأيضا إشكالية التراتبية (الهرمية)؟ وتعتبر هذه الأخيرة مسألة تخص فيزياء الجسيمات (دون الذرية)، وسؤالها الذي حير الباحثين، وهو لماذا كانت "القوة الضعيفة" أقوى بحوالي 1032 مرة من قوة الجاذبية؟ كذلك تتناول إشكالية التراتبية في الفيزياء ثابتي القوتين "الضعيفة" و"الجاذبية"، ثابت فِرمي للقوة الضعيفة وثابت نيوتن للجاذبية، بحيث جاء أولهما أكبر بشكل مفهوم من ثابت نيوتن. سيناريو الثقب الأسود المهمة النهائية لمعجل هادرون والمؤجلة لوقت غير معلوم، هي تعجيل سرعة تصادم شعاعي البروتونات لتضاهي سرعة الضوء لإحداث الانفجار الكبير، ولكي يحدث تحطيم الجسيمات سيطلق العلماء شعاعي بروتونات متضادين في فضاء أكثر برودة وفراغا من الفضاء الخارجي. وأظهرت أوساط علمية قلقها من عواقب اصطدام شعاعي البروتونات المتضادين، حيث ستتولد كميات طاقة وحرارة هائلة، وتنطلق محملة بمكونات الذرة الأخرى والأشعة المتولدة. ويخشى أن يكون ذلك إيذانا بنهاية الأرض، فتصبح غبارا كونيا محاطا بموجات هائلة من الطاقة تماثل الثقوب السوداء بالفضاء، وتتميز بظلمتها وقدرتها الهائلة على ابتلاع أشلاء النجوم والمجرات والمادة الكونية عموما. يذكر أن العلماء تمكنوا صبيحة العاشر سبتمبر/أيلول الجاري من إطلاق شعاع دوار خلال النفق، حيث خططت وكالة الأبحاث النووية الأوروبية التي أقامت النفق لإطلاق أشعة البروتونات خلاله على مرحلتين، الأولى باتجاه عقارب الساعة حيث أكملت الجسيمات دورتها الساعة 10:28 صباحا. وكانت غاية التجربة محاكاة ظروف ما بعد الانفجار الكبير مباشرة بجزء ضئيل من الثانية قبل 13 ألف مليون عام، ليساعد العلماء على فهم تكوين الكون. المصدر: الجزيرة