بات من الواضح جدا أن المشروع الأمريكي يتمثل بمشروع الشرق الأوسط الكبير ويسعى إلى إقامة بيئة حليفة أو غير معادية وتسعى الولاياتالمتحدة إلى إعادة رسم الخارطة القديمة للمنطقة على أساس طائفي واثني وقومي بحيث تنشا دول جديدة وتضمحل أخرىوقد نشرت مجلة عسكرية أمريكية مؤخرا خرائط دقيقة للمنطقة التي تريد إعادة رسمها في تقرير مهم وضمان السيطرة عليها لعقود قادمة، وتحرص أمريكا على التفوق الشامل على المستوى العالمي، وفي الوقت نفسه على الاحتفاظ بالتفوق الشامل لدولة اليهود على المستوى الإقليمي أو على مستوى الشرق الأوسط الجديد المزعوم مع ضمان حرمان العرب والمسلمين من أي قدرات رادعة أو ممانعة يمكن أن تصنع في يوم من الأيام أملا في تحقيق توازن للقوى. والمشروع الإيراني هو مشروع قومي لإعادة تأسيس الإمبراطورية الإيرانية على الرقعة التي كانت تمتد عليها الإمبراطورية الفارسية السابقة ويعتمد على الذكاء السياسي استنادا على عدد من الأدوات ومنها التشيع أولا واستخدام المقدسات الإسلامية والقضايا الإسلامية لجذب السنة إلى الساحة الشيعية تحت مسميات عديدة واستحداث قضايا جدلية والاحتكاك بقوى دولية للدعاية والبروز الدائم بالساحة واستخدام حزب الله اللبناني كورقة لدعم شعبي واسع بالعالم الإسلامي والهلال الشيعي بهذا المعنى. وهو مشروع قديم ينقصه قوة رادعة تؤمن النفوذ الإيراني وهي القوة النووية التي يسعون لامتلاكها رغم كل المصاعب والمخاطر التي تواجههم والنظام العربي بوجه خاص لا يخفي مخاوفه وهو الوحيد الذي لا يمتلك السلاح النووي وبالتالي سيصبحون بين فكي الكماشة الإسرائيلية النووية والإيرانية ومثلما لدول الخليج مخاوف فلذا إيران شكوكها من قيام الدول بتقديم تسهيلات لأمريكا لكي تجهز عليها فاحمدي نجاد وجه لأمير قطر إثناء زيارة لطهران سؤالا ذو حدة ما هي وظيفة القواعد العسكرية الأمريكية بقطر فرد مجرد مراكز تموين وتخزين وإسعافات طبية فرد عليه اسمع يا شيخ عليك أن تعرف أن أول صاروخ ستطلقه إيران في حال تعرضها لهجوم سيكون لقطر لأنها أصبحت قاعدة أمريكية في الخاصرة الإيرانية وواهم جدا من يعتقد أن أمريكا ستنقد العرب من إيران وفي المقابل فان الوقوف مع إيران يعد قربانا له بينما يستفيد بعدها في فرض علاقات قوية مع الولاياتالمتحدة فالعرب في حالة انهيار شامل وغير مسبوق على المستوى التاريخي يرافقه انعدام أي مشروع جامع لمواجهة المشروعين الأمريكي والإيراني .