ومثلت هذه الافلام عينة تشهد على التطور الكبير الذي طرأ على هذا النوع من الانتاج السينمائي وما يميزه من جرأة في طرح المواضيع الساخنة في العالم. واكد المنظمون ان الدورة الحالية التي افتتحت في الاول من نيسان/ابريل الجاري "احتفت بالسينما المتمردة الملتزمة بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية الراهنة". وكانت الازمة الاقتصادية وتداعياتها حاضرة بقوة في العديد من الافلام التي عرضت في المهرجان الذي اختتم مساء الاحد بفيلم "سيدة لكل العرب" للمخرجة الفلسطينية ابتسام صالح مرعنة حول فتاة عربيى تطمح الى ان تصبح عارضة ازياء عالمية لكنها تصطدم بالقيم الاجتماعية والدينية. ومن الافلام المميزة في المهرجان "بداية الجوع" للفرنسي باتريس بارات حول الازمة الغذائية العالمية وانعكاساتها على القارة الافريقية. ويبرز الفيلم من خلال لقاءات مع مسؤولين كبار الهوة الفاصلة بين السياسات والواقع. من جهته قدم المخرج النمساوي ستيفن ارتلس في فيلم "الكابوس الاميركي" تحقيقا حول العجز المالي لبنك "يو بي اس" الاميركي وتداعياته على الاف العائلات الاميركية. وكان فيلم "لنجن المال" للمخرج النمساوي اروان فاغنهوفر الذي يتناول املاءات المؤسسات المالية الدولية على الانظمة العربية لمنحها القروض ووقف عند اسباب الحرب على العراق وسقوط نظام صدام حسين قد افتتح مهرجان "دوك في تونس" الذي تنظمه جمعية ناس فن ويتراسه الصحافي الفرنسي فريديريك ميتران. ولم تغب الحروب والانتهاكات التي ميزت القرن الماضي عن العروض المبرمجة في الدورة الرابعة للمهرجان الذي يقام منذ 2005. ومن فلسطين عرض فيلم "الارض بتتكلم عربي" لماريز غرغور الذي ركز على عمليات التهجير والترحيل التي طالت ولا تزال الفلسطينين بغرض تاسيس دولة يهودية رغم ان "الارض بتتكلم عربي منذ الازل". من جهته يقدم فيلم "ماي 1945 الآخر، في جذور حرب الجزائر" للجزائرية ياسمينة عادي صورة ماساوية لما تعرض اليه الجزائريون في تلك الفترة من قمع ذهب ضحيته الالاف. مسالة الحروب انعكست ايضا في فيلم "21000 بريء" للفرنسي كلوس باس الذي يستعيد من خلال قصص محارب سابق ذكريات الحرب الاهلية التي مزقت منروفيا عاصمة ليبيريا. وعكست الافلام المعروضة ضمن محور "حراك المسلمات" هواجس المراة في مختلف البلدان الاسلامية لا سيما في سوريا والسينغال وافغانستان وايران وموريتانيا. ويروي فيلم "بيت من زجاج" للايراني حميد رحمانيان قصة أربع نساء إيرانيات شابات يتعرضن للعنف الجنسي والعائلي في حين تصف المخرجة السينغالية كاتي لينا بحرية الحياة اليومية للموريتانيات في علاقاتهن بالازواج و بالفرح والخيبة في فيلم "في انتظار الرجال". كذلك عرض فيلم "كرة قدم تحت الحجاب" لايات نجفي (ايران) والالماني دافيد اسمان حول تعاطي الايرانيات الانشطة الرياضية. ويروي فيلم "امراة من دمشق" للسورية ديانا الجيرودي كيف تمكنت الدمية "فلة" من أن تطيح بعرش الدمية "باربي" لا في سوريا وحدها بل في العالم العربي كله. ويكرم فيلم "رجل في حالة غضب" لانطوان فيتكين الصحافي الجزائري محمد السيفاوي الذي اختار اللجوء السياسي في فرنسا بل تهديده بالقتل على خلفية كتاباته المناهضة للاسلاميين. وينتقد فيلم "ابنتي الارهابية" للنرويجية بيات ارنستد قيام شابتين كاثوليكيتان بعمليات انتحارية بامر من تنظيم "نمور التاميل السود" من اجل دخول الجنة. ومن تونس اختار هذا المهرجان السنوي عشرات الافلام من بينها "صمت" لكريم السواكي الذي يعكس عبر شهادة جيمي الذي تم ترحيله الى تونس اثر اكتشاف اصابته بمرض الايدز في فرنسا مواقف المجتمع التونسي المعاصر وكيفية تعامله مع هذا المرض ويفضح المسكوت عنه والمحظور. وفي فيلم "اناذر بلانات" يرصد المخرج الفرنسي فيرونيك مولدوفاني الحياة اليومية لاطفال من افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية يعانون من العبودية والدعارة والتجنيد القسري. واهتم المهرجان هذا العام بمسالة "الهجرة" وما يصحبها من ماسي. وعرض في هذا الاطار فيلم "ايام زمان" للتونسية فريال بن محمود و"الهجرة الحميمية" إنتاج كندى بلجيكي و "شهداء خليج عدن" من فرنسا. وبالتوازي مع العروض السينمائية اقام المهرجان بالتنسيق مع المعهد الفرنسي للتعاون وقناة "ارتي" الفضائية حلقة نقاش حول "المراة والاسلام والحداثة" تم خلالها عرض ثلاثة افلام وثائقية حول واقع المراة المسلمة.