وأكدت المصادر ذاتها أن الملك محمد السادس لن يشارك شخصيا في قمة الدوحة، بعد أن تأكد رسميا حضور الرئيس الفنزويلي هوغو شافير في القمة العربية - اللاتينية الثانية المقرر عقدها في الدوحة، غداة انتهاء أعمال القمة العربية العادية، وهو سبب من الممكن أن يتسبب في تغيّب الملك محمد السادس عن حضور القمة العربية العادية الحادية والعشرين، خصوصا بعد أن قرر المغرب في جانفي الماضي وفي خضم الحرب الإسرائيلية على غزة إغلاق سفارته في فنزويلا ونقلها للدومينيكان بسبب ما وصفته الخارجية المغربية ب "العداء المتصاعد للسلطات الفنزويلية إزاء قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية" . وكان الديوان الملكي أعلن عدم حضور الملك محمد السادس لقمتي الدوحة والكويت الأخيرتين والمتزامنتين مع العدوان الإسرائيلي على غزة. وكان الديوان الملكي قد برّر قرار محمد السادس بعدم حضور القمتين بحيثيات موضوعية، واعتبارات مؤسفة، متمثلة في الوضع العربي المرير الذي بلغ حدا من التردي، لم يسبق له مثيل في تاريخ العمل العربي المشترك. وإضافة إلى قرار الرئيس الفنزويلي القدوم للدوحة ، شكل عدم استقبال الملك محمد السادس لمبعوث الأمير القطري الذي حمل معه دعوة رسمية من أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني مؤشرا قويا على غياب الملك محمد السادس عن قمة الدوحة، حيث تسلم وزير الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفاسي الفهري دعوة حضور القمة من الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني وزير الدولة القطري، واكتفى الوزير المغربي بالحديث عن قمة الدول العربية - اللاتينية والتي ستنعقد على هامش القمة العربية، بينما لم يعلن عن مشاركة الملك محمد السادس في القمة العربية. وفي ظل تضارب الأنباء حول مشاركة الرئيس الإيراني أحمد نجاد في قمة الدوحة، ستشهد القمة غيابات بارزة خاصة من الفريق الذي يطلق عليه الأمريكيون فريق "الاعتدال". ومن المرجح أيضا غياب الزعيم الليبي معمر القذافي والذي أرسل مبعوثه الشخصي لدول المغرب العربي من أجل توحيد صفوفها ومواقفها قبل قمة الدوحة، حيث حظي المبعوث الليبي أحمد قذاف الدم باستقبال الملك محمد السادس يوم السبت الماضي. وبات المغرب منذ القمة العربية ال17 التي انعقدت بالجزائر في 22 و23 مارس 2005 ، يكتفي بالمشاركة على مستوى حكومي أو أميري، حيث غاب الملك محمد السادس عن القمة العربية ال18 بالخرطوم التي شارك فيها محمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق ممثلا للمغرب. وبعد أن كان الملك محمد السادس قد أعد عدته للمغادرة إلى السعودية في مارس 2007 للمشاركة في القمة العربية ال19 ، ألغى سفره في اللحظات الأخيرة وأرسل شقيقه الأمير مولاي رشيد رئيسا للوفد المغربي، والذي مثل المغرب أيضا في القمة العربية ال20 التي انعقدت في دمشق في مارس من السنة الماضية.