في موقف مفاجئ، أعلن الديوان الملكي أن الملك محمد السادس لن يحضر القمة العربية الطارئة التي كان مرتقبا أن تحتضنها العاصمة القطرية اليوم الجمعة لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة، كما أعلن أن الملك لن يشارك شخصيا في القمة الاقتصادية بالكويت التي كانت مبرمجة حتى قبل اندلاع الأحداث بغزة. وفسر المغرب عدم مشاركته في قمتي قطر والكويت بوجود «حيثيات موضوعية واعتبارات مؤسفة متمثلة في تردي الوضع العربي المرير بشكل غير مسبوق»، وفق ما جاء في بلاغ للديوان الملكي، الذي أضاف أيضا أن «مجرد طرح فكرة عقد قمة عربية استثنائية أصبح يثير صراعات ومزايدات، تتحول أحيانا إلى خصومات بين البلدان العربية. فالمغرب اعتبر أن مجرد مشاركته في قمة عربية بقطر بالتزامن مع رفض دول أخرى وازنة مثل السعودية ومصر المشاركة في هذه القمة هو بمثابة مؤشر قوي «يعطي الانطباع للرأي العام العربي، بوجود جو مطبوع بمحاولات الاستفراد بزعامة العالم العربي، أو خلق محاور ومناطق استقطاب. وهو المنحى الذي يرفض المغرب دوما الخوض فيه». وتضاربت ردود أفعال فاعلين سياسيين بخصوص هذا الموقف حيث قال فتح الله ولعلو، نائب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن عدم مشاركة المغرب في القمتين العربيتين المرتقبتين هو موقف ينسجم مع السياق العام الذي تجتازه الدول العربية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الصيغة التي طرح بها المغرب موقفه من عدم مشاركته في قمتي الدوحة والكويت من شأنها أن تدفع في اتجاه إعادة النظر في مواقف بعض الدول العربية بما يخدم القضية الفلسطينية، أما سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، فيرى عكس ذلك، وقال، في تصريح ل«المساء»: «كان على المغرب أن يشارك في قمة الدوحة لأن خيار المشاركة هو الخيار الناجع لخدمة القضية الفلسطينية وسيكون أكثر تأثيرا من خيار عدم المشاركة». وكان الملك محمد السادس قد غاب عن حضور القمم العربية منذ مارس 2005، بعد أن شارك في القمة العربية العادية ال17 والتي احتضنتها الجزائر، لكنه غاب عن القمة العربية ال18 بالخرطوم التي شارك فيها محمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق، ممثلا للمغرب. وبعد أن كان الملك محمد السادس قد أعد عدته للمغادرة إلى السعودية في مارس 2007 للمشاركة في القمة العربية ال19، ألغى سفره في اللحظات الأخيرة وأرسل شقيقه الأمير مولاي رشيد رئيسا للوفد المغربي والذي مثل المغرب أيضا في القمة العربية ال20 التي انعقدت في دمشق في مارس من السنة الماضية.