وقد دشن مشروع "بنات تاكسي" الثلاثاء في المطيلب شمال شرق بيروت حيث اوضحت صاحبة الفكرة والشركة نوال ياغي فخري لوكالة فرانس برس انها اعتقدت عندما خطرت لها الفكرة انها ستجد صعوبة في تأمين سائقات من النساء، "لا سيما ان هذا العمل في لبنان وقف على الرجال". وتداركت "الا انني ما ان وضعت اعلانا في الصحف، حتى تلقيت عشرات الطلبات من نساء يرغبن في هذه الوظيفة (...) فاخترت سائقات بمعايير معينة، تفوق اعمارهن الثلاثين، ناضجات، انيقات ومهذبات". واوضحت فخري التي تملك في المبنى نفسه الذي استقرت فيه شركة التاكسي مركزا للتجميل، ان الاناقة جزء لا يتجزأ من الصفات المطلوبة في السائقة. السائقة سعاد همدر ارتدت الزي الرسمي الخاص ب"بنات تاكسي": سروال اسود وقميص ابيض وربطة عنق زهرية، بالاضافة الى وردة زهرية على شعرها وماكياج طغى عليه اللون الزهري. واكدت سعاد ان "الماكياج والوردة والاناقة (...) من عدة الشغل، هكذا يجب ان نكون كل يوم". ثم اشارت بفخر الى سيارة "بيجو" من طراز 2009، تضيء بلونها الزهري العتمة التي بدأت تحل في المكان، وقالت ان "قيادة هذه السيارة متعة في ذاتها". وكانت سعاد همدر تهتم بعائلتها المكونة من زوج واربعة اولاد قبل ان تختار هذه الوظيفة، "اردت ان اثبت ان المرأة قادرة على القيام باي عمل مثل الرجال، ولعل قيادة النساء اكثر امانا من قيادة الرجال للسيارات". واشارت الى ان اولادها شجعوها و"هم فخورون بالفكرة". واوضحت لينا غانم، مسؤولة الاعلام في مكتب وزير السياحة ايلي ماروني الذي رعى حفل الافتتاح، ان "الفكرة رائدة، ووافقت وزارة السياحة على رعايتها من منطلق تشجيع المبادرات الفردية التي تندرج في اطار الخدمات السياحية". واضافت "لبنان بلد سياحي ويقصده سياح كثيرون من الخارج، لا سيما من الخليج. والمرأة الخليجية قد تفضل التنقل برفقة امرأة"، وتابعت "اللبنانيون معروفون بافكارهم المبتكرة، ومن شأن هذه الفكرة ان تقدم خدمة اضافية الى السياح العرب". وذكرت ان هناك مشروعا من هذا النوع في دولة الامارات العربية المتحدة، وهذا هو المشروع الثاني في الدول العربية. ويشارك الرجال في التهنئة وان كان بعضهم يعتبر ان في الفكرة "تمييزا عنصريا"، كما قال جاد فاخوري (رجل اعمال، 40 عاما). غير ان النساء فخورات بالانجاز. واكدت هدلا حرب (موظفة) انها ستلجأ "الى بنات تاكسي عند الحاجة"، مضيفة "انا مع ان تثبت المرأة نفسها في كل الميادين في لبنان".