بعد حوالي 7 اسابيع على توقف الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة اكد مختصون الخميس بأن تلك الحرب حولت القطاع الى مشفى نفسي كبير. وبين عدد من الاختصاصيين ..النفسيين العاملين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بقطاع غزة والضفة الغربية بأن الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة الحقت ضررا نفسيا كبيرا بالمواطنين، مؤكدين بان تلك الحرب وما رافقها من جرائم ومذابح تركت 'آثارا نفسية كبيرة لن تعالج بسهولة على المدى المنظور'، نظرا للكم الهائل من الضغط النفسي الذي تعرض له السكان، نتيجة الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال. وقال مصطفى كلاب أحد الاختصاصيين العاملين في مركز الصحة النفسية بخانيونس 'إن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة شكل صدمة كبيرة للسكان'، مشيرا إلى أن المواطنين هرعوا إلى الشوارع لمعرفة ما يجري، بعد أن اهتزت منازلهم بفعل القصف. وروى كلاب خلال لقاء نظمته دائرة الصحة النفسية في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني ضم عددا من الاختصاصيين النفسيين عبر نظام 'الفيديو كونفرنس' قصة استشهاد أحد المواطنين أمامه مباشرة، بعد تعرض دراجته النارية للقصف، مؤكدا على أن هذا المشهد ترك فيه أثرا نفسيا كبيرا، وأنه أصبح بحاجة إلى الدعم كي يعود إلى طبيعته بعد ما شاهده من أحداث مأساوية. من ناحيته وصف زميله عاطف العسولي، ما حدث في غزة ب'الزلزال المتواصل'، مضيفا 'هرع الناس إلى الشوارع، بعدما شاهدوا الأبراج السكنية تهتز بمن فيها، فإذا بقيت في منزلك ستقصف، وإذا خرجت ستقصف، الكل كان مستهدفا'، مشيرا الى أنه شاهد زلزال عام 1992 في مصر، واصفا المشهد في غزة بأنه أشد قسوة وتدميرا من ذلك الزلزال، 'لأن زلزال القاهرة استمر ثوان معدودة، بينما استمر زلزال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قرابة الشهر'. من جهتها وصفت الاختصاصية نفين عبد الهادي، العدوان الأخير على قطاع غزة بالمختلف عن سابقاته، من حيث 'أناس تعرضت منازلهم للقصف، عائلات بكاملها استشهدت، وحارات أبيدت، وأمهات باكيات، وأطفال مرعوبون مما حصل'