واغتيل صالح العريضي عضو المكتب السياسي للحزب الذي يتراسه الزعيم الدرزي طلال ارسلان والمنضوي في قوى 8 اذار التي تمثلها الاقلية النيابية مساء الاربعاء في تفجير سيارته في مسقط راسه بيصور في قضاء عاليه (جنوب شرق بيروت). والعريضي اول شخصية من القوى المقربة من سوريا يتم اغتيالها منذ مقتل رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير عام 2005 وما تلاه من اغتيالات تركزت عى شخصيات مناهضة للنظام السوري. وفي اول رد فعل قال طلال ارسلان الخميس فور وصوله من الخارج الى بيصور "الرسالة وصلت لاهل الجبل لحزبنا وعبره لكل اللبنانيين (...) اغتيالك تم لزرع بذور الفتنة" بدون ان يحمل جهة محددة مسؤولية هذه "الضربة السياسية بامتياز". واضاف "اقول لك ما بدأناه سوية في السابع من ماي في الجبل سنستمر به" في اشارة الى المصالحة التي جمعته مع خصمه الدرزي التقليدي وليد جنبلاط لتجنب الفتنة بعد ان سيطر حزب الله عسكريا على الجزء الغربي من بيروت. وتابع ان "الاختلاف السياسي مشروع اما الفتنة فغير مشروعة" مؤكدا انه لن يتراجع عن مطلب احالة الجريمة الى المجلس العدلي اعلى سلطة قضائية في لبنان احكامها مبرمة. ونوه ارسلان بمواقف جنبلاط الذي انتقل فور الحادث الى بيصور. وقال ان جنبلاط "عبر احسن تعبير عن خطورة المرحلة التي مررنا بها والمحتمل ان يمر بها البلد". وكان جنبلاط قال "هناك من هو متضرر من المصالحة بيني وبين طلال ارسلان" و"من الكلام الايجابي" بين رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي رحب بجهود الحريري في الايام الاخيرة لانجاز المصالحة بين الاطراف المتنازعة في طرابلس (شمال لبنان). وطلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان "التنبه الى كل المؤامرات التي تحاك لاعادة توتير الاجواء وعرقلة مساعي المصالحة والتحضيرات الجارية لمؤتمر الحوار الوطني" وفق بيان صادر عن القصر الجمهوري. من جهته استنكر رئيس البرلمان نبيه بري الجريمة باعتبارها "موجهة ضد السلم الاهلي وضد الخطوات الواسعة والايجابية التي اتخذت ولا سيما مصالحة الشمال (طرابلس) وصولا الى العودة للحوار". ولفت رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى ان "الجريمة تأتي في وقت تتجه كل الجهود الى اجراء المصالحات انطلاقا من طرابلس الى البقاع تمهيدا لتعميمها" معتبرا ان "يد الاجرام تحاول اجهاض الجهود المباركة التي تبذل حاليا لبث التفرقة بين اللبنانيين". كما دان "العمل الجبان" شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن التي ينتمي اليها العريضي معتبرا انه "يستهدف المصالحة الوطنية والنيل من التلاقي بين ابناء الجبل". واعتبرت الصحف اللبنانية الخميس ان الاغتيال يشكل رسالة للاعتراض على المصالحات والتوضيح بان الاولوية ما زالت للامن. وعنونت صحيفة "اللواء" المقربة من قوى 14 اذار "اهتزاز امني يسابق الحوار والمصالحة". واشارت الى "ان هدف الرسالة الدموية الاساسي قلب الاولويات من خلال الابقاء على اولوية الملف الامني في هذه المرحلة متقدما على الحوار والمصالحات". وتحت عنوان "اعتراض دموي على المصالحات" كتبت "النهار" المقربة من قوى 14 اذار "اهتز لبنان امنيا فيما كان يتفاعل ايجابا مع الانطلاقة الواعدة لمسيرة المصالحات التي اثمرت دعوة سليمان الى استئناف الحوار". وفيما لم تتهم قوى 14 اذار صراحة اي جهة بتنفيذ العملية حملت مصادر قوى 8 اذار اسرائيل المسؤولية كما كانت تحمل الدولة العبرية في السابق مسؤولية اغتيال الشخصيات المناهصة لسوريا. فقد اشارت قناة المنار الناطقة باسم حزب الله الى "معطيات ميدانية وسياسية عن وجود بصمات إسرائيلية". كما اشارت صحيفة "السفير" المقربة من قوى 8 اذار الى "بصمات اسرائيلية في جريمة الاغتيال باعتبار اسرائيل صاحبة المصلحة في اثارة الفتنة وتفجير الوضع الداخلي". وكتبت صحيفة "السفير" ان "الهدنة السياسية الداخلية وما يتخللها من بداية مناخات سياسية ايجابية ومصالحات مناطقية تعرضت الى محاولة للاغتيال من جانب المتضررين" وجاء اغتيال العريضي في وقت يشهد لبنان فترة هدوء بعد وثيقة المصالحة التي وقعت مساء الاثنين في طرابلس وانهت اشتباكات بين منطقة علوية واخرى سنية وفتحت الباب امام امكانية التعميم على مناطق اخرى شهدت مواجهات متقطعة ابرزها بيروت وبلدات في شرق لبنان. كما جاء الاغتيال غداة دعوة الرئيس سليمان الى الحوار الوطني في القصر الجمهوري لبحث المسائل الخلافية وفي مقدمتها الاستراتيجية الدفاعية ومستقبل سلاح حزب الله.